مقالات

معلم جعل من اللغة العربية جسرًا نحو القيم والمعرفة، ومن الفصل منارةً تنير دروب المستقبل الأستاذ “محمد حافظ” خبير اللغة العربية الذي غرس القيم قبل الحروف.

في زمن تتسارع فيه التغيرات وتتنوع فيه أساليب التعليم، يبقى هناك معلمون يمثلون الثبات والجودة والرسوخ، يحملون مشعل اللغة العربية في عقول طلابهم وقلوبهم. من بين هؤلاء النماذج المضيئة يبرز إسم الأستاذ محمد حافظ، خبير اللغة العربية، الذي أمضى أكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا في خدمة التعليم، مخلصًا للغة القرآن، ومؤمنًا برسالته في تربية الأجيال وغرس القيم قبل الحروف.

ولد الأستاذ محمد في أسرة مصرية بسيطة آمنت بالعلم طريقًا للنهوض، فاختار منذ شبابه دراسة اللغة العربية لما وجد فيها من جمال المعاني وسحر البيان وعمق الفكر. التحق بكلية الآداب والتربية – قسم اللغة العربية، ليتخرج منها حاملاً ليسانس الآداب والتربية بتقدير متميز، ويبدأ بعدها رحلة العطاء في ميدان التدريس، حيث جمع بين العلم الواسع والموهبة الفطرية في الشرح والتبسيط، ما جعله محبوبًا من طلابه وزملائه على السواء.

على مدار ربع قرن من العطاء، تنقل الأستاذ محمد بين مدارس مختلفة، درس خلالها مئات الطلاب في المرحلة الثانوية، فكان معلمًا، ومربيًا، وقدوة حقيقية. لم يكن التدريس بالنسبة له مجرد مهنة، بل رسالة سامية يحملها بكل إخلاص. اشتهر بأسلوبه المتميز في تبسيط النحو والصرف والبلاغة، وجعلها أقرب إلى الفهم والحياة اليومية، فحوّل ما كان يبدو معقدًا لدى الطلاب إلى متعة معرفية حقيقية.

يقول عنه طلابه: “الأستاذ محمد حافظ لا يشرح الدرس فحسب، بل يجعلنا نعيش اللغة العربية بكل جمالها، وكأننا نسمع نغمتها من جديد.” هذه الشهادة ليست مجرد كلمات، بل دليل على تأثيره العميق في نفوس تلاميذه، حيث حرص دائمًا على أن تكون اللغة وسيلة للتفكير الراقي والتعبير عن الذات، لا مجرد مادة دراسية.

لم تتوقف مسيرته عند التدريس داخل الفصل، بل امتدت لتشمل الإشراف التربوي وتدريب المعلمين الجدد، فكان نموذجًا للخبير الذي يجمع بين الخبرة النظرية والممارسة العملية. شارك في العديد من الندوات التعليمية وورش العمل التربوية، وأسهم في تطوير طرق تدريس اللغة العربية بما يتماشى مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على جوهر اللغة وروحها الأصيلة.

ويؤكد في حديثه الدائم لطلابه أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية أمة وتاريخها وحضارتها. لذلك يحرص على غرس حب اللغة في قلوبهم منذ اليوم الأول، فيربط بين دروسه وبين القيم الإنسانية والوطنية، ويقدم الأمثلة من التراث العربي والقرآن الكريم والشعر العربي الرفيع.

كما يُعرف بحرصه على استخدام الوسائل التعليمية الحديثة، ومواكبته للتكنولوجيا في التعليم، مؤمنًا بأن المعلم الناجح هو من يجمع بين الأصالة والمعاصرة. فيستخدم العروض التفاعلية والأنشطة الصفية التي تشجع الطالب على التفكير والإبداع، لا الحفظ والتلقين.

لم يكن نجاحه وليد صدفة، بل ثمرة جهد مستمر، وتطوير ذاتي دائم، وإيمان عميق برسالته التعليمية. لذلك حظي بتقدير واسع من زملائه ومديري المدارس، ونال العديد من شهادات التقدير والتميز في الأداء. ويعتبره كثيرون من رموز تعليم اللغة العربية في مرحلته، لما يمتلكه من خبرة تربوية واسعة وقدرة على احتواء طلابه وتوجيههم نحو النجاح.

واليوم، وبعد ٢٥ عامًا من العطاء المتواصل، لا يزال الأستاذ محمد حافظ يحمل نفس الشغف والحب لمهنته كما كان في يومه الأول. يرى في كل طالب مشروع إنسان ناجح، ويؤمن أن الكلمة الصادقة يمكن أن تغير مسار حياة بأكملها.

إن قصته ليست مجرد سيرة مهنية، بل هي قصة وفاء للغة العربية ورسالة التعليم، ودليل على أن الإخلاص في العمل يصنع الفرق الحقيقي. هو المعلم الذي جعل من اللغة العربية جسرًا نحو القيم والمعرفة، ومن الفصل منارةً تنير دروب المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى