مقالات
أخر الأخبار

فخر الشرقية الدكتور “شريف حماد”وقصة نجاح طبيب مصري أبدع في “السموم الإكلينيكية” ورفع إسم بلده في سماء التميز الطبي.

من قلب مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، خرج شاب مصري بسيط يحمل في قلبه حلمًا واحدًا: أن يُسعد والدته، ويحقق أمنيتها الغالية بدخوله كلية الطب. لم يكن يعلم حينها أن هذا الطريق سيفتح له أبوابًا من الخير والتميز، وسيقوده لأن يصبح أحد أبرز الأسماء في تخصص دقيق ونادر، هو السموم الإكلينيكية.

إنه الدكتور شريف حماد، خريج كلية الطب بجامعة الزقازيق، دفعة 2006، الذي بدأ رحلته العلمية استجابة لرغبة والدته، لكنه ما لبث أن وقع في حب الطب، ووجد في تخصص السموم الإكلينيكية شغفًا نادرًا ومجالًا يستحق التفاني.

 

بعد تخرجه، بدأ الدكتور شريف خطواته العملية في مركز السموم بمستشفيات جامعة الزقازيق كطبيب مقيم زائر، حيث تعامل مع الحالات الطارئة والتسممات المختلفة، وبدأ في صقل مهاراته ومعرفته بالتخصص. دفعه طموحه للبحث الأكاديمي إلى الحصول على ماجستير السموم الإكلينيكية عام 2013، ثم دبلوم جودة الرعاية الصحية عام 2014، ليجمع بين التخصص الطبي والدقة الإدارية، ويؤسس لرؤية متكاملة في الرعاية الصحية عالية المستوى.

قائد شاب في سن الـ29

في محطة جديدة من مشواره، انتقل إلى مستشفى أحمد ماهر التعليمي بالقاهرة، وهناك ترك بصمة لا تُنسى؛ حيث كان أحد مؤسسي أول مركز للسموم بالمستشفى، وتولى إدارته وهو لم يتجاوز الـ29 من عمره، ليكون بذلك من أصغر من تولوا قيادة مركز متخصص في هذا المجال. لم يكن المنصب مجرد لقب، بل كان مسؤوليةً حملها بكل جدارة، وتمكن من تطوير الخدمة وتدريب الأطباء وتحسين استقبال الحالات.

 

ساهم في حصول مركز خدمات السموم الشرعية بجدة في الحصول علي شهادة الإعتماد الدولي CAP الجمعية الأمريكية لأطباء علم الامراض و هي أكبر شهادة اعتماد دولية لمختبرات السموم علي مستوي العالم وذلك بفضل دعم أسرته و بالأخص زوجته و جميع أساتذته و زملائه علي مدار سنين عمل كبيره.

لاحقًا، حمله الطموح إلى المملكة العربية السعودية، حيث عمل في البداية بـمستشفى جازان العسكري، قبل أن يعود إلى مصر ويُعيَّن مدرسًا مساعدًا في كلية الطب بجامعة حلوان. لكن محطته الأهم بدأت قبل سبع سنوات، عندما استقر في مدينة جدة، ليعمل كـأخصائي سموم إكلينيكية في مركز خدمات السموم الشرعية التابع لوزارة الصحة السعودية.

يُعد هذا المركز من الجهات المتخصصة في التعامل مع حالات التسمم المعقدة، خاصةً تلك ذات البعد القانوني أو المرتبطة بالتحقيقات الشرعية، ويعمل فيه الدكتور شريف بكل كفاءة واحتراف، معتمدًا على خبراته الأكاديمية والعملية الممتدة.

كما أنه لا يرى في تخصصه مجرد وظيفة، بل شغفًا يعشقه، ورسالةً يؤديها بكل حب. يقول: “اخترت مجال السموم وعلاج الإدمان عن حب حقيقي، أعشق هذا التخصص النادر، وأشعر أنني أؤدي فيه رسالة حياتي”.

ومن هذا الحب، وُلدت رغبته في نقل العلم، فبدأ بتنظيم كورسات وبرامج تدريبية للأطباء والكوادر الطبية، حول كيفية التعامل مع حالات التسمم، وطرق التشخيص والعلاج الحديثة. كما أصبح مدربًا معتمدًا لأطباء البورد السعودي في تخصص الطب الشرعي، وعضوًا بارزًا في الجمعية السعودية للسموم، ومشاركًا دائمًا في مؤتمراتها العلمية ومتحدثًا رسميًا فيها.

 

قصة الدكتور شريف حماد ليست فقط عن النجاح في مجال الطب، بل عن الوفاء لحلم الأم، والتمسك بالشغف، وتحدي الصعاب، والاستثمار في الذات. من شاب في ديرب نجم، إلى قيادي طبي في جدة، مرورًا بمحطات علمية وعملية متنوعة، جسد فيها معاني الاجتهاد والتطور المستمر.

واليوم، يُعد الدكتور شريف نموذجًا ملهمًا لكل شاب مصري، ولكل من يسعى للتفرد في مجاله. هو فخر لمحافظته الشرقية، ولمصر كلها، ورسالة حية تقول إن التميز لا يحتاج إلا إلى الإخلاص والشغف والعمل الجاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى