
المبرمج ورائد الأعمال الأردني أحمد العامودي.. قصة شاب صنع مجده من الصفر
المحتوى :
خاص – تحرير موقع الجمهورية المصرية
في زمن يتسابق فيه العالم نحو الرقمنة، يظهر نموذج عربي استثنائي يجسد الطموح والإصرار في أبهى صوره، وهو المبرمج ورائد الأعمال الأردني أحمد العامودي، الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يتحول من شاب يافع شغوف بالتكنولوجيا إلى واحد من أبرز الأسماء العربية في عالم البرمجة وريادة الأعمال الرقمية.
شخصية حازمة لا تعرف المستحيل
صف أحمد نفسه بأنه شخصية جادة وحازمة لا تفكر إلا في تحقيق الأهداف والنجاح، مؤكدًا أن السر في أي إنجاز هو الفصل التام بين الحياة الشخصية والعمل، وهو المبدأ الذي يطبّقه في حياته ويدعو الشباب لتبنّيه لتحقيق التوازن والإنجاز.
يقول العامودي: “النجاح لا يحتاج إلى عاطفة، بل إلى تركيز، التزام، وعزيمة لا تتوقف.” لبداية من الطفولة إلى عالم الكبار
بدأت موهبة أحمد في البرمجة منذ طفولته، ومع بداية مرحلة المراهقة وتحديدًا عام 2020، قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا عن أقرانه.
فبينما كان أصدقاؤه يقضون وقتهم في الألعاب الإلكترونية، كان العامودي يبحث عن طريقة تغيّر مستقبله وتمنحه هوية مهنية حقيقية، فبدأ تعلم البرمجة بشكل ذاتي، بعد أن اكتسب بعض الأساسيات منذ عام 2019.
ورغم صغر سنه آنذاك، لم تمنعه الانتقادات من المضي قدمًا، إذ واجه رفضًا من مؤسسات وشركات كثيرة عندما حاول تقديم نفسه كمبرمج محترف وهو في سن 12 عامًا فقط، لكن ذلك لم يثنه عن السعي، بل كان دافعًا إضافيًا له لإثبات قدراته.
4Learning ول إنجاز.. تطبيق
كان أول مشروع رسمي لأحمد تطبيقًا ذكيًا حمل اسم 4Learning، تم تطويره بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في محافظة إربد الأردنية، واستهدف تعديل سلوك الأطفال والمراهقين من خلال محتوى تفاعلي وأدوات رقمية تعليمية مبتكرة.
هذا المشروع فتح أمامه الأبواب نحو عالم أوسع من التحديات، وأثبت أن العمر ليس مقياسًا للقدرة، بل الإصرار هو الفارق
جارب عالمية ودروس لا تنسى
فيما بعد، التحق العامودي بعدد من المشاريع التقنية مع شركات عالمية كبرى مثل Meta (فيسبوك سابقًا) وGoogle، حيث شارك في فرق الدعم الفني والخدمات التقنية، وهو ما أكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع أنظمة تكنولوجية معقدة وثقافات عمل متنوعة.
وعن تلك التجربة يقول العامودي:
“أهم درس تعلمته هو أن لا تُخبر الناس بما تعمل، بل دع أعمالك تتحدث عنك… وفي النهاية سيعرفونك من إنجازاتك لا من كلامك”
كما يؤمن بأن العمل في بيئة دولية علّمه قيمة احترام الثقافات والأديان المختلفة، والتركيز على الجانب المهني فقط دون الانشغال بالاختلافات الجانبية.
تأسيس شركة Softelv LLC.. البداية العالمية
بعد تراكم الخبرات، قرر أحمد تحويل شغفه إلى كيان عالمي فأسس شركته Softelv LLC، وهي شركة أمريكية متخصصة في جميع قطاعات التكنولوجيا والبرمجيات.
تُعد الشركة من المشاريع الطموحة التي تقدم حلولاً متكاملة في الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، تطوير الأنظمة الحكومية والخاصة، تطبيقات الهواتف الذكية، والخدمات التقنية للشركات والمؤسسات حول العالم.
وتحت قيادته، أصبحت Softelv مثالا على الابتكار العربي الذي ينافس في الأسواق العالمية بثقة وكفاءة.
رسالة العامودي إلى الشباب العربي
يرى أحمد العامودي أن النجاح يبدأ من القرار، وأن العمر ليس عائقا أمام التميز، داعيًا الشباب العربي إلى استثمار أوقاتهم في لتعلم والعمل الجاد بدل اللهو أو التسويف.
ويختتم حديثه برسالة تلخص فلسفته في الحياة:
“الحياة لا تمنحك الفرص، بل أنت من يصنعها بالاجتهاد والإصرار. والنجاح ليس صدفة، بل نتيجة عمل متواصل