مقالات
أخر الأخبار

معلم بدرجة مؤرخ الأستاذ محمد عبد الوهاب “الخديوي” معلم يُعيد للتاريخ بريقه في مدارس الشرقية.

 

في عالم التعليم، هناك أسماء لا تُنسى، وشخصيات تترك أثرًا عميقًا في نفوس طلابها، لا لمجرد ما تُدرّسه، بل لما تمنحه من إلهام وثقة ودافع للتميز. من بين هذه الشخصيات يبرز اسم الأستاذ محمد عبد الوهاب محمد، الشهير بلقب “الخديوي”، أحد الوجوه التعليمية البارزة في مادة التاريخ للثانوية العامة.

وُلد الأستاذ محمد عبد الوهاب في جنوب سيناء – مدينة الطور، تلك المدينة التي تتنفس عبق التاريخ وجمال الطبيعة، وكأنها كانت تُعدّ هذا الشاب ليصبح جزءًا من سُلالة رُواة التاريخ وصُنّاع الوعي. ومن هناك، بدأت رحلته العلمية والتعليمية، حيث التحق بكلية الآداب – جامعة السويس، وتخرج حاصلاً على ليسانس الآداب، ثم استكمل تأهيله التربوي بالحصول على الدبلوم العام في التربية، ليجمع بذلك بين قوة التخصص الأكاديمي، وأدوات التوجيه التربوي.

ورغم انتمائه الجغرافي لجنوب سيناء، فإنه يتواجد حاليًا في محافظة الشرقية – مركز ديرب نجم، حيث يمارس رسالته التعليمية بكل شغف، ويواصل غرس حب التاريخ في نفوس طلاب الثانوية العامة، بأسلوبه المميز ونهجه المختلف، الذي يجمع بين تبسيط المعلومة، وربطها بالواقع، وإثارة خيال الطلاب ليعيشوا الحدث وكأنهم جزء منه.

لقب “الخديوي” لم يأتِ من فراغ، بل هو تعبير عن كارزما خاصة يتمتع بها هذا المعلم، وحضور قوي داخل القاعة الدراسية، إضافة إلى طريقة عرضه للمعلومة وكأنه “قائد تاريخي” يأخذ طلابه في رحلة زمنية عبر العصور. طلابه يصفونه بـ”المعلم المثقف والإنساني”، لما يقدمه من دعم نفسي، ومتابعة دقيقة لمستوى كل طالب، دون كلل أو ملل.

ما يميز “الخديوي” أنه لا يكتفي بالشرح التقليدي، بل يُدخل على دروسه عنصر التحفيز العقلي، ويزرع داخل طلابه حب البحث والاكتشاف، فيحول درس التاريخ إلى قصة نابضة بالحياة. وهو دائمًا ما يكرر أن “التاريخ ليس مجرد تواريخ وأحداث، بل دروس للحاضر، ومفاتيح للمستقبل”.

وبحكم إقامته الحالية في ديرب نجم – الشرقية، استطاع أن يكسب ثقة أبناء المحافظة، فصار أحد الأسماء اللامعة في تدريس مادة التاريخ، يلجأ إليه الطلاب من مختلف المراكز، ويحرصون على حضور دروسه لما تحتويه من معلومات غزيرة، وأساليب شرح ممتعة، وتوقعات دقيقة للأسئلة، ناهيك عن اهتمامه بتدريب طلابه على طريقة حل امتحانات الوزارة وفقًا لأحدث أنماط التفكير.

الأستاذ محمد عبد الوهاب لا يقتصر عطاؤه داخل الفصل فقط، بل يسعى دائمًا لنشر المحتوى التعليمي على صفحات التواصل الاجتماعي، مما يتيح للطالب الرجوع إلى المعلومة في أي وقت، ويمنح الجميع فرصة الاستفادة من أسلوبه الفريد، سواء كانوا من الشرقية أو من باقي المحافظات.

وقد عبّر عدد من طلابه عن امتنانهم له، مؤكدين أن فضل “الخديوي” لا يُقاس فقط بالدرجات التي يحققونها في الامتحانات، بل في الطريقة التي جعلهم بها يحبون مادة التاريخ، ويدركون قيمتها في تكوين الوعي، وبناء شخصية مستقلة قادرة على الفهم والتحليل، لا الحفظ فقط.

في النهاية، تبقى رحلة “الخديوي” مثالاً للمعلم الحقيقي، الذي لا يكتفي بأن يُدرّس، بل يعيش مع طلابه، ويؤمن بقدرتهم على التغيير والنجاح، ويعمل بصمت من أجل صناعة جيل أكثر وعيًا وفهمًا لجذوره وتاريخه.

من جنوب سيناء إلى الشرقية، يحمل “الخديوي” رسالة نبيلة، لا تتغير بتغير المكان، بل تزداد قوة وتأثيرًا، ما دام هناك طالب واحد يبحث عن الفهم، ومعلّم واحد لا يمل من العطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى