جيهان محمد حسين.. نموذج مُلهم للعطاء والتعليم والعمل التطوعي في مصر
"جيهان محمد حسين "نموذج مُلهم للمرأة المصرية في العطاء والتعليم والتطوعي وتكرس حياتها لنشر الوعي والتوعية.

في عالم يموج بالتحديات، هناك أشخاص جعلوا من حياتهم رسالة سامية لخدمة مجتمعهم، عرفت بـ”جيجي حسين”، وأصبحت واحدة من هؤلاء النماذج المشرقة. فهي لم تكتفِ بتحقيق التفوق الأكاديمي، بل جعلت من التعليم والتوعية المجتمعية رسالتها في الحياة، واضعة بصمتها في مجالات التدريس والعمل التطوعي.
وُلدت جيجي حسين في قلب القاهرة، حيث نهلت من معين العلم والدراسة حتى حصلت على ليسانس اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم، وهي شهادة تجمع بين التخصص اللغوي العميق والفهم الدقيق للعلوم الإسلامية. ولم تكتفِ بذلك، بل واصلت مسيرتها الأكاديمية بحصولها على دبلومة عامة في التربية بتقدير امتياز، وهو ما يعكس شغفها بالتعليم وحرصها على تقديمه بأفضل الطرق الممكنة.
اختارت “جيجي حسين” مجال التدريس كوسيلة لنقل المعرفة وإحداث أثر إيجابي في حياة الأجيال القادمة، حيث تعمل مدرسة بالحصة في مدرسة “معًا” الإعدادية المشتركة، حيث تبذل جهودًا كبيرة في تعليم اللغة العربية بأسلوب شيق ومؤثر، ما جعلها تحظى بمحبة طلابها واحترامهم.
ورغم أن عملها في التدريس بالحصة لا يوفر لها الاستقرار الوظيفي الكامل، إلا أن شغفها بالمهنة يدفعها إلى تقديم أفضل ما لديها، متخذة من رسالتها التربوية وسيلة لتشكيل العقول وتطوير المهارات اللغوية للطلاب.
لم تقتصر جهودها على التدريس فقط، بل امتدت إلى العمل الاجتماعي والتطوعي، حيث تعمل رائدة اجتماعية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي. من خلال هذه المهمة، تساهم في نشر التوعية داخل المجتمع، فتقدم الندوات والجلسات التثقيفية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجًا، مركزة على محاور مثل الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي.
كما شاركت في برنامج “وعي” التابع لوزارة التضامن، حيث حصلت على تدريبات متخصصة في التوعية المجتمعية، مما ساعدها على تطوير مهاراتها في التواصل والتأثير الإيجابي داخل المجتمع.
إيمانًا منها بأهمية التعليم في تحسين مستوى الحياة، ساهمت “جيجي حسين” في فصول محو الأمية، حيث قامت بتعليم الكبار القراءة والكتابة، مما منحهم فرصة جديدة في الحياة. وكانت هذه التجربة بمثابة تحدٍ كبير، حيث تطلبت الكثير من الصبر والقدرة على تحفيز المتعلمين على الاستمرار، إلا أنها نجحت في مهمتها واستطاعت أن تترك أثرًا عميقًا في حياة العديد من الأشخاص الذين أصبحوا قادرين على القراءة والكتابة بفضل جهودها.
ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قامت أيضًا بزيارات منزلية للتوعية، حيث تنقلت بين الأسر المختلفة لنشر المعرفة حول قضايا مهمة مثل الصحة الإنجابية، وأهمية التعليم للأطفال، وحقوق المرأة، وغيرها من الموضوعات التي تساهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا.
إدراكًا منها لأهمية التطور التكنولوجي في العصر الحديث، حرصت “جيجي حسين” على مواكبة العصر، حيث حصلت على كورسات في التحول الرقمي، مما أتاح لها فرصة الاستفادة من التقنيات الحديثة في التدريس والتوعية المجتمعية. كما شاركت في تدريبات متقدمة ضمن برامج وزارة التضامن، ما جعلها أكثر قدرة على تنفيذ أنشطتها التطوعية والتعليمية بطرق مبتكرة وفعالة.
تُعد “جيجي حسين” نموذجًا رائعًا للعطاء والتفاني، فهي تجمع بين التعليم والعمل التطوعي، وتسعى دائمًا لإحداث تغيير إيجابي في حياة من حولها. لم يكن هدفها يومًا تحقيق مكاسب شخصية، بل سعت دائمًا إلى خدمة مجتمعها بكل ما أوتيت من علم وجهد.
واليوم، تُواصل “جيجي حسين” رحلتها، واضعة نُصب عينيها رسالة التعليم والتوعية، مؤمنة بأن التغيير يبدأ من الفرد، وأن كل جهد يُبذل في خدمة المجتمع يثمر يومًا في بناء مستقبل أفضل. إنها بالفعل نموذج يُحتذى به للمرأة المصرية المثابرة، التي لا تعرف المستحيل، وتؤمن بأن النجاح الحقيقي يكمن في العطاء.