حولت الفن إلى رسالة، والرسالة إلى حياة، وحياتها إلى مصدر إلهام لكل من يبحث عن النور وسط الزحام.

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه الضغوط النفسية، تبرز شخصيات ملهمة إستطاعت أن توظف الفن والإبداع لخدمة الإنسان، ومن بين هؤلاء تأتي الاستشارية شيماء عاطف، التي جمعت بين الفنون التطبيقية والاستشارات النفسية لتبتكر طريقًا مختلفًا نحو الوعي، التوازن، والتحفيز الذاتي.
حصلت الأستاذة شيماء على بكالوريوس الفنون التطبيقية من مصر، وهي صاحبة فكر مميز في الدمج بين الفن والدعم النفسي. استطاعت أن تقدم نموذجًا فريدًا في مجال الدعم النفسي والتحفيزي باستخدام الفنون وأدوات التخطيط، لتصبح من الأسماء البارزة التي يشار إليها في مجالات تطوير الذات والصحة النفسية.
منذ بداياتها، أدركت أن للوعي طاقة غير محدودة يمكن أن تلامس الروح وتحرر الإنسان من قيوده الداخلية، لذلك تبنت فلسفة تقول إن “الفن ليس ترفيهًا فقط، بل وسيلة لفهم الذات وإعادة بنائها”. ومن هنا انطلقت رحلتها كمستشارة تحفيزية ونفسية وأسرية، تستخدم الفن كأداة للعلاج، والتحفيز، وإعادة التوازن العاطفي والذهني.
بفضل إيمانها العميق بقوة الإبداع، أصبحت ميسرة فنون معتمدة، تقدم ورش عمل تفاعلية تساعد المشاركين على التعبير عن مشاعرهم من خلال الألوان، والتصميم،والجورنالينج. لا يقتصر عملها على الجانب الفني، بل يمتد إلى تطوير الذات والتخطيط الشخصي، حيث تدمج في جلساتها بين التحليل النفسي، وعلاج الطفل الداخلي، والتخطيط الذهني، والتعبير بالفن، لتمنح المشاركين تجربة شمولية تحقق التوازن بين العقل والقلب والروح.
وتؤمن بأن كل إنسان يحمل بداخله فنانًا صغيرًا يحتاج فقط إلى من يوقظه، وأن الفنون قادرة على أن تفتح نوافذ جديدة للتعبير عن الألم والفرح والأمل. ومن هذا المنطلق، أطلقت العديد من المبادرات التي تهدف إلى رفع الوعي النفسي والاجتماعي باستخدام الفنون، خاصة في أوساط النساء.
تساعد السيدات على تجاوز الضغوط والمشكلات بأساليب علمية وعملية في الوقت نفسه. يجمع نهجها بين العمق الأكاديمي في علم النفس، والجانب الإبداعي في الفنون، لتقدم حلولًا مبتكرة تتناسب مع طبيعة كل حالة إنسانية على حدة.
تميزت في دوراتها بقدرتها على خلق بيئة آمنة ودافئة للمشاركين، تجعلهم يشعرون بالقبول دون حكم، وتمنحهم المساحة الكاملة للتعبير عن أنفسهم من خلال الفن والتأمل والحوار. كما تستخدم أدوات التخطيط الذهني والإبداعي لتساعد عملاءها على رؤية أهدافهم بوضوح وتحويلها إلى واقع ملموس.
إلى جانب عملها كاستشاري نفسي وأسري، تساهم في نشر الثقافة النفسية من خلال المحاضرات، وورش العمل، واللقاءات التوعوية التي تنظمها في المؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية. هدفها هو أن تجعل مفاهيم الوعي الذاتي وإدارة الحياة في متناول الجميع، وأن تزيل الحواجز بين الإنسان وفهم ذاته.
وبلقاء خاص معها قائلة أن “التعبير يمكن أن يكون مرآة النفس”، ومن خلال تلك المرآة يمكن للإنسان أن يرى مشاعره الحقيقية، فيتعلم كيف يتعامل معها ويعيد بناء توازنه الداخلي. ولذلك، تعتبر أن إدارة الحياة باستخدام أدوات فعالة تناسب كل شخصية والتعبير بالفن من خلال أسئلة الجورنالينج ليس ترفًا بل ضرورة في هذا العصر المليء بالتحديات النفسية.
ما يميزها أيضًا هو أسلوبها الإنساني الدافئ، الذي يجمع بين العلم، والروح، والإبداع. فهي لا تقدم حلولًا جاهزة، بل ترافق كل شخص في رحلة اكتشاف ذاته بخطوات مدروسة ومشاعر صادقة.
يمكن القول إن شيماء عاطف تمثل نموذجًا للمرأة المصرية المبدعة التي استطاعت أن تمزج بين العقل والعاطفة، بين العلم والفن، لتصنع طريقًا خاصًا بها في عالم الوعي الذاتي للسيدات. هي صوت يهمس بالأمل في زمن الحاجة إلى الدعم، ورمز لقدرة الفن على التغيير والشفاء.
لقد حولت شيماء التجارب والعلم إلى رسالة، والرسالة إلى حياة، وحياتها إلى مصدر إلهام لكل من يبحث عن النور وسط الزحام.
