مقالات

رحلة نجاح من قلب بني سويف تضيء طريق الأسر نحو الثقة والأمل الدكتور “محمد تمام” أخصائي التخاطب وتعديل السلوك يضع بصمته المميزة.

في قلب محافظة بني سويف، يبرز إسم الدكتور محمد تمام كأحد الأسماء البارزة في مجال التخاطب وتعديل السلوك، حيث نجح على مدار سنوات من العمل الجاد والدراسة الأكاديمية المتخصصة في أن يكون نموذجًا فريدًا يجمع بين العلم الأكاديمي والتطبيق العملي، ليصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الأطفال والأسر.

الدكتور محمد تمام تربوي تدريبي متخصص في الصحة النفسية والتربية الخاصة، يحمل رؤية متكاملة في التعامل مع الأطفال وأسرهم، تقوم على الدمج بين الأساليب العلمية الحديثة واللمسة الإنسانية التي تمنح الأمل والدعم.

انطلقت مسيرتة الأكاديمية من دبلوم أكاديمي في الصحة النفسية، الذي أتاح له الغوص في تفاصيل هذا العلم وفهم أبعاده المتعددة. ثم واصل التخصص بالحصول على دبلوم أكاديمي في التربية الخاصة، ليجمع بين مجالين متكاملين في خدمة الطفل والأسرة.

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل حصل على ماجستير في الصحة النفسية، وقد تناولت رسالته محورًا بالغ الأهمية وهو:

“تعديل السلوك لدى أطفال المناطق العشوائية عن طريق العلاج بالفن”. هذه الرسالة لم تكن مجرد دراسة أكاديمية، بل كانت مشروعًا إنسانيًا يهدف إلى توظيف الفن كوسيلة علاجية وتربوية تساعد الأطفال على التعبير عن ذواتهم، وتحرير مشاعرهم، والتغلب على السلوكيات السلبية في بيئات مليئة بالتحديات.

أما محطة الدكتوراه، فقد كانت نقلة نوعية في مسيرته؛ إذ حصل على دكتوراه في الصحة النفسية تناولت محاور بالغة العمق والتأثير، وهي:

1) اضطرابات التخاطب.

2)التوحد.

3) الثقة بالنفس لدى أمهات الأطفال التوحديين.

هذه المحاور عكست إدراك الدكتور محمد لاحتياجات الواقع، حيث ربط بين اضطرابات التخاطب والتوحد من ناحية، وبين الدعم النفسي للأمهات من ناحية أخرى، إيمانًا منه بأن علاج الطفل لا ينفصل عن تمكين الأسرة وإكسابها الثقة اللازمة.

في مجال عمله كـ أخصائي تخاطب وتعديل سلوك، إستطاع أن يجمع بين الجانب العلمي والجانب الإنساني. فهو لا يتعامل مع الأطفال باعتبارهم حالات، بل كقصص إنسانية تستحق أن تُروى من جديد بروح مختلفة. يؤمن أن كل طفل لديه القدرة على التقدم والتعلم متى ما أُتيحت له البيئة المناسبة والدعم الكافي.

ويولي إهتمامًا خاصًا بفئة أطفال التوحد، حيث يرى أن التدخل المبكر والدعم الأسري المتكامل هما حجر الأساس في تحسين حياتهم. كما يحرص على تدريب الأمهات وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، لأنهن الشريك الأول في رحلة التأهيل والعلاج.

لم يكن اختيار الدكتور محمد تمام لمحافظة بني سويف مجرد صدفة، بل إيمانًا منه بأن المحافظات الداخلية تحتاج إلى خبرات متخصصة قادرة على سد الفجوة في الخدمات التربوية والنفسية. ومن خلال عمله، نجح في تقديم برامج تدريبية وتأهيلية أحدثت فارقًا ملموسًا في حياة الكثير من الأسر.

كما يشتهر بإستخدامه لأساليب حديثة مثل العلاج بالفن، وتوظيف اللعب كأداة تربوية علاجية، وتعزيز مهارات التواصل، وهي استراتيجيات ساعدت على تحقيق نتائج إيجابية ملموسة مع الأطفال.

ويحلم الدكتور محمد بتوسيع نطاق خدماته لتشمل عددًا أكبر من الأطفال والأسر داخل بني سويف وخارجها، من خلال إطلاق مبادرات تربوية وتدريبية تستهدف نشر الوعي بالصحة النفسية، وتوضيح أهمية التدخل المبكر في حالات التخاطب والتوحد، إلى جانب إعداد كوادر جديدة من الأخصائيين القادرين على مواصلة المسيرة.

ويؤكد دائمًا أن رسالته تتجاوز مجرد تقديم جلسات علاجية، إلى بناء ثقافة مجتمعية واعية تدرك أن الصحة النفسية للطفل والأسرة هي أساس مجتمع متوازن وقوي.

إن سيرة الدكتور محمد تمام تمثل نموذجًا مُلهمًا لشخص آمن بدوره ورسالة مجاله، وسعى بالعلم والعمل إلى إحداث التغيير الحقيقي. ومن بني سويف، يواصل العطاء والتأثير، ليظل اسمه علامة مضيئة في ميدان التخاطب وتعديل السلوك، ووجهًا تربويًا وإنسانيًا يُحتذى به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى