رانيا كامل.. معلمة جمعت بين قدسية القرآن وعالمية اللغة وصنعت نموذجًا ملهمًا للمرأة المصرية في التعليم

في قلب محافظة بني سويف، حيث يلتقي العلم بالإيمان، تبرز الأستاذة رانيا كامل كواحدة من النماذج التعليمية النادرة التي جمعت بين رسالتين عظيمتين: تعليم القرآن الكريم وتدريب اللغة الإنجليزية، بأسلوب يجمع بين الاحتراف والإلهام.

حصلت الأستاذة رانيا على ليسانس الآداب والتربية، شعبة عامة، قسم اللغة الإنجليزية، وهي من أوائل من أكملوا دراستهم بتفوق في هذا التخصص، حيث جمعت بين القدرة على إتقان اللغة الأجنبية، والحرص على توظيفها لخدمة طلابها بأفضل الطرق الممكنة.

لكن ما يجعل مسيرتها فريدة هو انتقالها من مقاعد الدراسة إلى ميادين العطاء، حيث أصبحت “معلم أول أ” للقرآن الكريم، وهي درجة تعليمية لا يصل إليها إلا من سلك طريق العلم والالتزام سنوات طويلة، وكرس نفسه لغرس معاني القرآن الكريم في نفوس الناشئة. وبهذا جمعت رانيا بين روح التربية الإسلامية ووعي اللغة العالمية، في توليفة تمثل قدوة للمعلمين والمعلمات.

 

لم تكتفِ الأستاذة رانيا بدورها كمُعلمة في المدارس، بل اتجهت بقوة إلى مجال التدريب، حيث اكتسبت سمعة طيبة في تقديم كورسات الفونكس (Phonics) لتأسيس الأطفال والناشئين في النطق الصحيح للغة الإنجليزية، باستخدام أنشطة تفاعلية وأساليب حديثة تعتمد على النطق الصوتي وربط الحروف بالأصوات.

كما تميزت في تقديم دورات القواعد النحوية (Grammar) التي تخاطب مستويات متعددة، بداية من المبتدئين حتى المتقدمين، حيث استطاعت أن تبسط أصعب المفاهيم النحوية بأسلوب شيق وعملي، مما جعل العديد من الطلاب والمعلمين يتابعونها باستمرار.

ولأن اللغة ليست فقط كلمات، وإنما أسلوب وثقة، قدمت أيضًا كورسات “General English” التي تهدف لتقوية مهارات التحدث والاستماع والقراءة والكتابة، وهي دورات موجهة للجمهور العام، وتستهدف رفع الكفاءة اللغوية لكل من يسعى إلى تحسين مستواه بطريقة منظمة.

ومن أبرز ما تتفرد به الأستاذة رانيا هو اهتمامها بتطوير مهارة تحسين الخط الإنجليزي، وهو مجال قلّ من يتقنه، لكنها استطاعت أن تقدم فيه محتوى تدريبي جذاب للأطفال والكبار، مما ساهم في زيادة الثقة بالنفس لدى طلابها، وتحقيق نتائج ملموسة في فترة قصيرة.

 

ما يميزها ليس فقط تنوع خبراتها، بل طريقة أدائها. فهي تؤمن أن التعليم رسالة، وليس وظيفة، وأن الطالب يجب أن يُعامل كمتعلّم نشط، له احتياجات نفسية ولغوية، وليس مجرد متلقي للمعلومة.

تستخدم في دروسها وسائل متنوعة من الشرح التفاعلي، والعروض البصرية، والأنشطة العملية، لتجعل من كل حصة تجربة ممتعة ومفيدة. كما تضع جانبًا كبيرًا من اهتمامها للجانب القيمي، فتغرس في طلابها حب اللغة والقرآن معًا، وتسعى دائمًا لتقديم نموذج المعلم المثقف المتزن.

كما أنها درست في معهد قراءات القرآن الكريم لمدة 8 سنوات، مما منحني خلفية قوية في علوم القرآن والتلاوة. كما حصلت على شهادة التيفل (TOEFL) في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مجموعة من الكورسات المتخصصة في اللغة، وطرق التدريس الحديثة، والذكاء الاصطناعي، والمعلم الرقمي.

وحاليا تعمل كمديرة ومؤسسة أكاديمية تعليمية أونلاين، أقدم من خلالها خدمات تعليمية شاملة تشمل جميع الصفوف والمراحل الدراسية، وكل المواد الدراسية، إلى جانب كورسات التأسيس والمناهج المختلفة. أعمل ضمن فريق متميز من نخبة المدرسين المتخصصين، لنضمن تقديم تعليم عالي الجودة يواكب تطورات العصر ويلبي احتياجات الطلاب.

وقد أشاد الكثير من أولياء الأمور بمجهوداتها، حيث أكدوا أن أبناءهم لم يحققوا فقط نتائج دراسية مرتفعة، بل أصبحوا أكثر التزامًا وثقة بأنفسهم، بفضل تأثيرها التربوي العميق.

 

كما تسعى خلال الفترة المقبلة إلى تطوير سلسلة من الكورسات المصورة في مجالي الفونكس وتحسين الخط الإنجليزي، لتصل إلى جمهور أوسع داخل مصر وخارجها، كما تخطط لإصدار كتاب تعليمي مبسط يجمع بين شرح القواعد وأمثلة تفاعلية تناسب الطلاب العرب.

في زمنٍ تتعدد فيه طرق التعليم، تبقى نماذج مثل الأستاذة رانيا كامل مشاعل نور في طريق الأجيال. فهي لم تكتفِ بتدريس القرآن أو الإنجليزية كلٌ على حدة، بل جمعت بين بلاغة القرآن، وعالمية اللغة، وروح المعلم الحق.