رسالتها إنسانية ونصيحتها مخلصة وحلمها مستمر لنشر الوعي الدكتورة “سلمى حسن داود “صيدلانية تجمع بين العلم والجمال والرسالة الإرشادية.

من قلب قرية نوسا البحر التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، خرجت فتاة تحمل حلمًا مختلفًا ورؤية مميزة لمستقبل الطب والصيدلة في مصر. إنها الدكتورة سلمى حسن داود، إحدى الوجوه الصيدلانية الشابة التي استطاعت أن تثبت أن الشغف بالعلم يمكن أن يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.
منذ طفولتها، كانت مولعة بعالم الدواء والعلاج، تحلم أن تكون جزءًا من المنظومة الطبية التي تخفف آلام المرضى وتنشر الوعي الصحي. وبالإصرار والعزيمة، التحقت بكلية الصيدلة الإكلينيكية بجامعة المنصورة، وهي واحدة من أعرق كليات الصيدلة في مصر، حيث درست بجد واجتهاد حتى حصلت على بكالوريوس الصيدلة الإكلينيكية بتفوق.
لم تتوقف عند حدود الدراسة الأكاديمية، بل كانت دائمًا تبحث عن الجديد في مجالها، لتصبح على دراية بكل ما هو حديث في عالم الصيدلة والعلاج التجميلي. ومن هنا، التحقت بـ كورس متكامل في التركيبات التجميلية، والذي أضاف لها بعدًا جديدًا في مسيرتها المهنية، حيث تعلمت كيفية إعداد وتركيب المستحضرات التجميلية والعناية بالبشرة والشعر بطريقة علمية وآمنة.
ورغم صغر سنها، إستطاعت أن تؤسس صيدلية خاصة بها، تديرها بحب وشغف، وتعتبرها أكثر من مجرد مكان عمل، بل مساحة لخدمة الناس وتقديم الاستشارات الطبية الصادقة لكل مريض يبحث عن المساعدة. لم تكن الصيدلية بالنسبة لها مشروعًا تجاريًا فقط، بل رسالة إنسانية تسعى من خلالها إلى رفع الوعي الصحي ونشر ثقافة الاستخدام الآمن للأدوية ومنتجات التجميل.
تميزت بقدرتها على التواصل مع الناس، فقررت أن تتوسع في رسالتها خارج حدود الصيدلية، لتصل إلى جمهور أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هناك بدأت تقدم محتوى طبي وتثقيفي مبسطًا بأسلوب قريب من القلب، يجمع بين المعلومة الدقيقة واللغة السلسة التي يفهمها الجميع. ومن خلال مقاطع الفيديو والمنشورات اليومية، أصبحت منصة سلمى منبرًا لنشر الوعي الصحي في مجالات متعددة، منها التغذية، العناية بالبشرة، الأدوية الشائعة، ونصائح التعامل مع الحالات اليومية التي يواجهها الناس.
تميز محتواها بالصدق والبساطة، فهي لا تقدم نفسها كنجمة سوشيال ميديا بقدر ما تقدم نفسها كـ صيدلانية تحب الناس وتحب أن تفيدهم. هذا ما جعل متابعيها يتفاعلون معها بحب واحترام، ويثقون في نصائحها التي دائمًا ما تستند إلى أساس علمي ومصدر موثوق.
وترى أن الصيدلة لم تعد تقتصر على صرف الدواء فقط، بل أصبحت مهنة شاملة تجمع بين العلم والإرشاد والرعاية الصحية المتكاملة. لذلك فهي تحرص على تطوير نفسها باستمرار، من خلال حضور الدورات التدريبية وورش العمل العلمية، ومتابعة أحدث الأبحاث والدراسات في مجال الصيدلة والتجميل العلاجي.
وتؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد الشهادات فقط، بل بمدى تأثير الإنسان في مجتمعه، وبقدر ما يستطيع أن يغيّر في حياة الآخرين نحو الأفضل. لذا فهي تسعى لأن تكون قدوة ونموذجًا مشرفًا لبنات جيلها، خاصة من الفتيات الريفيات اللواتي يواجهن تحديات كبيرة في طريق تحقيق أحلامهن.
تقول في إحدى تدويناتها: “الصيدلة مش مجرد علم.. دي رسالة إنسانية فيها شفاء، فيها رعاية، وفيها حب الناس.” هذه العبارة تلخص فلسفتها في الحياة والعمل، فهي تؤمن أن الدواء لا يقتصر على العلبة أو التركيبة، بل يمتد إلى الكلمة الطيبة، والنصيحة المخلصة، والاهتمام الحقيقي بالمريض.
بهذا الفكر الإنساني والعلمي المتوازن، تواصل الدكتورة سلمى حسن داود رحلتها نحو تحقيق حلمها الأكبر: أن تكون واحدة من أبرز الأسماء في مجال الصيدلة الإكلينيكية والتجميل العلاجي في مصر، وأن تترك بصمة طيبة في قلوب الناس قبل أن تتركها في عالم الطب والصيدلة.