خبرة وكفاءة وبراعة تعليمية إستثنائية الأستاذ “سامي سالم” معلم يُعلي راية اللغة العربية منذ أكثر من ثلاثة عقود.

من قلب القاهرة، وفي رَحاب لغة الضاد، سطر الأستاذ سامي سالم حكاية مهنية ملهمة، إمتدت على مدار أكثر من 33 عامًا، خدم فيها اللغة العربية بكل شغف وإخلاص، فاستحق أن يُلقب بحق بـ”رجل اللغة والهوية”.
سامي سالم، تخرّج في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة عام 1992، وهي الكلية التي طالما عُرفت بتخريج أجيالٍ من عشاق اللغة العربية والدراسات الإسلامية. فور تخرجه، اتجه إلى سلك التعليم، حيث التحق بمجال التدريس في مرحلة التعليم العام، ليبدأ رحلة عمرها الآن أكثر من ثلاثة عقود، كانت حافلة بالعطاء والتفاني والابتكار.
طوال هذه السنوات، لم يكن الأستاذ سامي معلمًا تقليديًا يؤدي واجبه فحسب، بل كان صاحب رسالة حقيقية يسعى لتحقيقها بكل ما أوتي من علم ووقت وجهد. وقد اختار أن تكون “إعلاء قيمة اللغة العربية وتأكيد ارتباط الهوية بها” هي هدفه الأسمى، وشعار مسيرته.
وفي أثناء عمله بأحد المدارس الخاصة، لاحظ الأستاذ سامي وجود عدد من الطلاب المتميزين في، ولكنهم بحاجة إلى رعاية خاصة وبيئة تعليمية تُبرز تفوقهم. ومن هنا، جاءت فكرته الرائدة بإنشاء “فصل الفائقين”، وهو مشروع تعليمي طموح أطلقه داخل المدرسة، ووهبه الكثير من الوقت والجهد، دون أن ينتظر تكريمًا.
يقول الأستاذ سامي عن تلك التجربة:
“رأيت في بعض الطلاب بذورًا لمواهب لغوية حقيقية، لكنهم لم يجدوا المناخ المناسب لتفجير طاقاتهم. فقررت تأسيس فصل يُعنَى بهم، ليس فقط من الناحية الدراسية، بل من حيث غرس حب اللغة والاعتزاز بها.”
وقد قام الأستاذ سامي بنفسه بالتدريس في هذا الفصل، وحرص على أن يتجاوز المناهج المقررة، فيُقدّم لطلابه نماذج من الأدب العربي الرفيع، ويدربهم على الخطابة والإلقاء، ويدخلهم في مسابقات لغوية وكتابية، مما ساهم في تحقيق نتائج غير مسبوقة.
وكانت ثمرة هذا الجهد المشترك أن أحرز طالبان من “فصل الفائقين” مراكز ضمن أوائل المحافظة، وهو إنجاز لم يأت من فراغ، بل من رؤية واضحة وإصرار صادق على التميز.
هذا الإنجاز الكبير لم يكن نهاية المطاف، بل دافعًا لتوسيع فكرته وتعميمها على مراحل أخرى من التعليم، سعيًا لصناعة جيلٍ جديدٍ يعشق العربية، ويدرك أنها ليست مجرد مادة دراسية، بل مرآة لثقافتنا ووعينا وهويتنا.
ولأنه يدرك أن اللغة العربية هي الحصن الأخير للهوية في عصرٍ تتعدد فيه المؤثرات الثقافية، فإنه دائمًا ما يربط طلابه بجذورهم الحضارية، ويؤكد في كل مناسبة أن اللغة ليست فقط وسيلة تواصل، بل وعاء فكر وقيم وتاريخ.
ويشهد له زملاؤه وطلابه بالتواضع الشديد، والحب العميق لمهنته، حيث يصفه البعض بأنه “المدرس الذي يشرح بقلبه لا بلسانه فقط”، ويؤكدون أن دروسه دائمًا ما تكون مزيجًا من المتعة والفائدة والدهشة.
وفي زمن تتراجع فيه مكانة اللغة العربية في بعض المؤسسات التعليمية، يظهر الأستاذ سامي سالم كنموذج مشرف للمربي الذي يقاوم النمطية، ويبتكر الحلول، ويزرع الحب في نفوس طلابه، ليؤكد أن التعليم رسالة لا مهنة فقط، وأن من أحب لغته رفع شأنها، ومن ربطها بالهوية حافظ على الأمة بأسرها.
وبين حروف القصائد، وسحر البلاغة، وإعراب الجُمل، يستمر الأستاذ سامي في رحلته، وهو يوقن أن ما يزرعه اليوم من حب للعربية سيزهر في غدٍ أكثر فخرًا ووعيًا وانتماءً.
للمزيد من المتابعة والاطلاع على جهود الأستاذ سامي سالم التعليمية والإبداعية:
قناة اليوتيوب الرسمية:
https://youtube.com/@samysalem4869
الموقع الإلكتروني الرسمي:
https://elsamy.net