مقالات
أخر الأخبار

معلم الفيزياء “أبو شادى” قيمة وقامة تعليمية الذي أضاء عقول الطلاب على مدار 16 عامًا من التميز والكفاءة.

 

في قلب محافظة الشرقية، وتحديدًا في مدينة بلبيس، يبرز اسم الأستاذ محمد عبد الرؤوف شادي، الشهير بـ”أبو شادي”، كأحد أبرز أعلام التعليم في مجال الفيزياء. هو معلم أول للفيزياء، صاحب تجربة ثرية تمتد لأكثر من 16 عامًا، استطاع خلالها أن يترك بصمة لا تُنسى في نفوس طلابه، ويحوّل مادة الفيزياء من “كابوس مرعب” إلى “متعة عقلية” وتفكير منطقي ممتع.

يحمل الأستاذ أبو شادي بكالوريوس علوم تخصص فيزياء، وهو ما منحه الأساس الأكاديمي المتين الذي بنى عليه رحلته التعليمية. إلا أن ما يميز رحلته لم يكن المؤهل فقط، بل الشغف العميق بالتدريس، والحب الصادق للعلم، والرغبة الدائمة في تطوير الطلاب وتحفيزهم على التفكير والاكتشاف، بعيدًا عن أساليب الحفظ والتلقين التقليدية.

 

لطالما ارتبطت مادة الفيزياء في أذهان الطلاب بالصعوبة والتعقيد، لكن الأستاذ أبو شادي قرر أن يُحدث فارقًا حقيقيًا، فابتكر طرقًا جديدة في الشرح تعتمد على الربط بين الظواهر الفيزيائية والحياة اليومية، واستعمال التجارب المصغّرة، والعروض التوضيحية، والأسلوب القصصي لجعل المعلومة تنطبع في الذاكرة بشكل طبيعي.

وما بين قوانين نيوتن، والنظرية النسبية، ومفاهيم الحركة والطاقة، يُبحر الأستاذ أبو شادي بطلابه في عالم شيّق من العلم، يفتح أمامهم أبواب التفكير النقدي ويمنحهم القدرة على التحليل والاستنتاج، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على الامتحان فقط، بل تتجاوزها إلى حياتهم ومستقبلهم العلمي.

خلال سنوات عمله، لم يكن أبو شادي مجرد معلم في الفصل، بل أصبح قدوة تربوية وأخًا أكبر لكثير من الطلاب، يسعى دائمًا إلى تحفيزهم نفسيًا قبل أن يعلّمهم علميًا. ويقول أحد طلابه:
“أستاذ أبو شادي مش بس فهمنا الفيزياء.. ده غير نظرتنا للحياة، خلانا نحب نفكر ونحلل ونسأل وندوّر على المعلومة بنفسنا.”

هذه الشهادات تتكرر كثيرًا، ويكفي أن نعلم أن الكثير من طلابه اليوم التحقوا بكليات الهندسة والعلوم والطب، وبعضهم أصبحوا معلمين ومعيدات في الجامعات، ويعودون دائمًا ليشكروا معلمهم الأول الذي آمن بهم يومًا.

 

ما يلفت الانتباه في سيرة الأستاذ أبو شادي، أنه لم يكتفِ يوماً بما لديه من خبرات، بل كان دائم الحرص على تطوير نفسه مهنيًا وتربويًا، فحصل على دورات تربوية متنوعة، وشارك في ورش تعليمية متقدمة، كما أدخل التكنولوجيا في شرحه، فاستعمل العروض التفاعلية، وبرامج المحاكاة، والتصوير بالفيديو، ليجعل من حصصه تجربة ممتعة لا تُنسى.

بل إن بعض حصصه تحولت إلى مقاطع تعليمية قصيرة انتشرت على منصات التواصل، وكان لها دور كبير في خدمة طلاب الشهادة الثانوية، خاصة في فترة التعليم عن بُعد، حيث وفّر لهم شرحًا بسيطًا وواضحًا بلغة سهلة قريبة من القلب والعقل.

 

كما يرى أن التعليم رسالة لا تقل أهمية عن أي مهنة في المجتمع، بل يعتبرها العمود الفقري لأي نهضة حقيقية. ولذلك، يؤمن أن على المعلم أن يكون قارئًا ومجددًا ومحبًا للتغيير، لأنه المُلهم الأول في حياة طلابه.

وفي لقاء خاص معه قائلا بعض التصريحات له:
“أحلم أن أرى طلاب بلبيس وأبناء الشرقية يتصدرون المشهد العلمي في مصر، ويشاركون في أبحاث واكتشافات، ويؤسسون شركات تقنية.. نحن نزرع اليوم، وسنجني غدًا.”

 

وقد حظي خلال مسيرته بعدة شهادات تقدير من الإدارات التعليمية، إلى جانب تكريم من أولياء الأمور، واللجان الطلابية، والجمعيات الأهلية في بلبيس، ولكن يبقى أعظم تكريم له – كما يقول – هو “حب الطلاب واحترامهم، ونجاحهم في الحياة”.

هكذا يستمر الأستاذ محمد عبد الرؤوف شادي، أو كما يعرفه الجميع “أبو شادي”، في مهمته النبيلة، شامخًا كالنجم في سماء التعليم، مزهرًا كالعلم في عقول الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى