مقالات

خمس سنوات من التميز والكفاءة المهندس عصام عزت.. من الهندسة إلى قمة الإبداع في تعليم الكيمياء بأسلوب فريد.

في مدينة الإسماعيلية، حيث يلتقي عبق التاريخ بنبض العلم، يسطع إسم الأستاذ عصام عزت كأحد أبرز المعلمين الشباب الذين أعادوا تعريف طرق تدريس الكيمياء، وأثبتوا أن الشغف والإبداع هما جناحا التميز، حتى لو كانت البداية من مجال مختلف تمامًا.

تخرج من كلية الهندسة، إختار طريقًا غير تقليدي حين قرر أن ينقل خبراته العلمية إلى ميدان التعليم، ليُصبح اليوم واحدًا من أكثر معلمي الكيمياء إلهامًا وتأثيرًا في المرحلة الثانوية، بخبرة تجاوزت ست سنوات من العطاء والتفاني.

 

رغم أن مساره الأكاديمي بدأ من كلية الهندسة، حيث التحق بها مدفوعًا بحب العلوم والدقة والمنطق، إلا أن شغفه الحقيقي بالتفاعل مع الطلاب، وتقديم المعرفة بروح جديدة، دفعه إلى اتخاذ قرار جريء: أن ينتقل من عالم المشاريع والمعادلات الهندسية، إلى عالم الطلاب والفصول والمعادلات الكيميائية.

بدأت رحلتة في التعليم منذ أن كان طالبًا في المرحلة الثانوية، حيث كان يشرح لزملائه الأجزاء التي يجدون فيها صعوبة، وكان هذا نابعًا من حبّه للمادة ورغبته في مساعدة الآخرين. ومع بداية عام جائحة كورونا، طُلب منه بعض المعارف أن يساعد أولادهم في المذاكرة، فقط كمساندة دراسية بسيطة، دون أن يكون في ذهنة وقتها أن الأمر سيتطور.

 

لكن المفاجأة كانت نتائج الطلاب مميزة، وفي العام التالي أصر عدد من أولياء الأمور أن يبدأ أولادهم معه من بداية السنة الدراسية. ومن هنا بدأ أن يشعر أنه لديه قدرة حقيقية على توصيل المعلومة، وأن هناك ثقة تتشكل حول أسلوبه في الشرح. ومنذ ذلك الوقت، دخل المجال بشكل أعمق.

وبلقاء خاص معه صرح عن تلك النقلة قائلا :

“الهندسة علمتني المنطق والتحليل، لكن التعليم منحني الحياة. كنت أبحث عن أثر أتركه، ولم أجد أعظم من أن أساهم في بناء جيل واعٍ، يفهم الكيمياء لا كمعادلات صماء، بل كلغة تفسر الكون من حولنا.”

 

بفضل خلفيته الهندسية، إستطاع أن يقدم الكيمياء بأسلوب مميز، يجمع بين العمق والبساطة، بين النظرية والتطبيق. فقد طور أسلوبًا خاصًا به في الشرح، يعتمد على ربط المفاهيم الكيميائية بالحياة اليومية، واستخدام وسائل بصرية وتفاعلية تجعل الطالب يشعر أن “الكيمياء ليست مادة دراسية فقط، بل طريقة لفهم العالم”.

ويشتهر بين طلابه بعباراته التحفيزية التي يكررها دائمًا مثل:
“الكيمياء مش صعبة.. هي بس عايزة اللي يفهمها كويس”، و
“كل مسألة ليها مفتاح.. وأنا دوري أوصلك للمفتاح ده.”

خلال ست سنوات من العمل المتواصل، درّس لمئات الطلاب، وحقق معهم نتائج باهرة في الامتحانات النهائية. العديد من طلابه حصلوا على درجات كاملة في مادة الكيمياء، بل وتفوقوا في اختبارات القبول الجامعي، ويرجعون الفضل إلى “أستاذ عصام” الذي غيّر نظرتهم للمادة.

ليس هذا فقط، بل إن عصام أسّس مجتمعًا تعليميًا صغيرًا عبر الإنترنت، حيث يقدّم دروسًا مصورة ومراجعات تفاعلية، ويتابع طلابه يوميًا، في تجربة تعليمية تجمع بين الحضور التقليدي والدعم الرقمي.

 

كما يحظى بحب واحترام واسع من الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء. تقول إحدى الأمهات:
“ابني كان بيخاف من الكيمياء، لكن لما بدأ مع أستاذ عصام، لأول مرة شفته بيحب المادة، وبيستنى الحصة بفارغ الصبر.”

أما الطلاب فيصفونه بأنه “أكتر من مجرد مدرس.. هو أخ كبير، وقدوة، ومصدر إلهام”.

 

لا يتوقف طموحه عند حدود الفصل الدراسي. بل سعي لإصدار كتاب خاص به في شرح الكيمياء للمرحلة الثانوية، يضم خلاصة خبرته، وأسلوبه الفريد في تبسيط المفاهيم، وتقديم المادة بطريقة محببة.

كما يعمل على تطوير منصة إلكترونية تجمع كل مواده وشروحاته ومراجعاته، لتكون متاحة لطلاب من مختلف محافظات مصر، بل والدول العربية.

في زمن بات فيه التعليم في حاجة إلى شغف أكثر من أي وقت مضى، يظل الأستاذ عصام عزت مثالاً ملهمًا على كيف يمكن للمعلّم أن يزرع الأمل، ويشعل شرارة الفهم، ويغير حياة أجيال بأكملها.

من الإسماعيلية إلى كل بيت مصري، يكتب عصام عزت قصة نجاح استثنائية، بدأت من كلية الهندسة، واستقرت في قلوب طلاب الكيمياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى