مقالات

وجة مشرق ورسالة تربوية لاتنتهي الدكتورة نادين محمود بعلمها ورسالتها تزرع النور في عقول طلابها.

في قلب مدينة الإسكندرية، تلك المدينة التي أنجبت العلماء والمبدعين عبر العصور، تتلألأ نجمة شابة في سماء التعليم، وهي الدكتورة نادين محمود، واحدة من الشخصيات الملهمة التي جمعت بين العلم، والطموح، والإصرار على تحقيق التميز في المجال التربوي والعلمي.

وُلد الدكتورة نادين ونشأت في الإسكندرية، مدينة البحر والمكتبة والثقافة، حيث تدرجت في مراحل التعليم بكل شغف وفضول نحو المعرفة، حتى التحقت بكلية التربية، لتجمع بين حبها للعلم ورغبتها في التأثير الإيجابي في الأجيال القادمة. حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية، وهو التخصص الذي يدمج ما بين الجانب المعرفي العميق في المواد العلمية، والجانب التربوي الذي يُعنى بتشكيل شخصية المعلم وقدرته على إدارة العملية التعليمية بنجاح.

لم تتوقف طموحاتها عند البكالوريوس، بل تابعت مسيرتها العلمية حتى حصلت على ماجستير في فلسفة التربية، تخصص الإدارة التربوية وسياسات التعليم. وهو تخصص دقيق وعميق يعكس وعيها الكامل بأهمية تطوير نظم التعليم، وضرورة أن يكون المعلم جزءًا فاعلًا من منظومة الإصلاح والتجديد، لا مجرد ناقل للمعلومة. وقد تناولت في دراستها العليا العديد من القضايا المهمة مثل تطوير أداء المعلمين، استراتيجيات القيادة التربوية، وأثر السياسات التعليمية في تحسين جودة المخرجات التعليمية.

وعملت في بداياتها الأكاديمية معيدة فيزياء بقسم الطبيعة والكيمياء بكلية التربية – جامعة الإسكندرية، وهناك تركت بصمة واضحة بين الطلاب، لم تكن مجرد معيدة تؤدي واجبها، بل كانت قدوةً ومُلهمةً للكثير من الطالبات الطموحات، حيث مزجت بين الشرح العلمي الدقيق وروح العطاء الصادقة.

ومع الوقت، انتقلت للعمل كـأستاذة علوم وعلوم متكاملة، في عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة بالإسكندرية، حيث عُرفت بإخلاصها، وتفانيها، وقدرتها الفريدة على تبسيط العلوم للطلاب، خاصة في مراحل التعليم الأساسية والإعدادية. وقد لقّبها طلابها بـ”الدكتورة نادين” احترامًا لمكانتها العلمية ومهاراتها التربوية، حيث استطاعت أن تجعل من العلوم مادة محبوبة، مشوقة، لا تُدرّس بطريقة تقليدية، بل تُعرض بأسلوب تفاعلي مليء بالتجارب، والمناقشات، وربط المعلومات بالحياة اليومية.

كما تؤمن بأن العلم لا يكتمل إلا عندما يُزرع في بيئة إيجابية، ولذلك اهتمت ببناء علاقات قوية قائمة على الاحترام والدعم النفسي مع طلابها، وحرصت على اكتشاف مواهبهم العلمية وتشجيعهم على خوض المسابقات، والبحث، والابتكار. كما شاركت في إعداد خطط دراسية حديثة قائمة على التفكير النقدي والاستقصائي، بدلًا من الحفظ والتلقين، إيمانًا منها بأن الطالب اليوم يجب أن يكون باحثًا صغيرًا، لا متلقيًا سلبيًا.

لم تكن مجرد معلمة علوم، بل كانت ولا تزال قائدة تربوية في كل فصل دراسي، ومُصلِحة تعليمية في كل لقاء مع زميل أو ولي أمر أو طالب. تلقت شهادات التقدير من طلابها، وإشادات من زملائها، وإعجابًا من كل من تعامل معها، لما تتسم به من شخصية رصينة، وابتسامة دائمة، وعقلية مبدعة.

في زمن تتغير فيه ملامح التعليم، تبقى الدكتورة نادين محمود نموذجًا ملهمًا لكل معلمة تطمح لصناعة فرق حقيقي. إنها واحدة من الأصوات الهادئة التي تصنع الأثر بصمت، وتُضيء عقول الأجيال بسخاء علمها ورحابة قلبها.

مستقبل التعليم في الإسكندرية يحمل الخير حين نرى فيه أمثال د. نادين… وها هي تواصل رحلتها، بخطى ثابتة، وإيمان لا يهتز بأن “بالعلم تُبنى الأوطان، وبالمُعلّمين تتفتح العقول”.

لمتابعة الدكتورة نادين محمود عبر منصات التواصل الاجتماعي والتعرّف أكثر على جهودها التعليمية ومحتواها الهادف، يمكنكم زيارتها من خلال الروابط التالية:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى