أجواء تنافسية مبهرة بين مئات الطلاب في أكبر حدث ذهني بمصر بمشاركة خمسة عشر محافظة تتنافس في عرس اليوسي ماث في بطولة الجمهورية.

شهدت محافظتا القاهرة والدقهلية انطلاقة مميزة لبطولة الجمهورية لليوسي ماث (UCMAS)، إحدى أهم البطولات التعليمية التي تجمع بين التنافس والإبداع الذهني، وذلك تحت رئاسة الدكتورة إيمان الحوفي والمهندس عمرو أحمد، وبمشاركة قياسية لأكثر من 15 محافظة من مختلف أنحاء الجمهورية.
الحدث لم يكن مجرد مسابقة رياضية ذهنية، بل مهرجان وطني يعكس روح التحدي والإصرار لدى أجيال مصر الصاعدة، حيث تنافس مئات الطلاب والطالبات في أجواء مفعمة بالحماس، رافعين شعار “العقل أولاً”.
بطولة اليوسي ماث لهذا العام جاءت لتؤكد أن الاستثمار في العقول لا يقل أهمية عن أي مجال آخر، بل هو حجر الأساس لبناء أجيال قادرة على مواكبة المستقبل. وقد حرصت اللجنة المنظمة، بقيادة الدكتورة إيمان الحوفي، على توفير كافة الإمكانيات لنجاح البطولة، سواء من حيث التنظيم الدقيق، أو لجنة التحكيم المتخصصة، أو حتى الأجواء التنافسية التي دفعت الطلاب لتقديم أفضل ما لديهم.
وأكدت دكتورة إيمان الحوفي في كلمتها الافتتاحية أن هذه البطولة ليست مجرد منافسة لحصد ميداليات، بل هي رسالة واضحة مفادها أن أبناء مصر قادرون على الإبداع إذا ما أُتيحت لهم البيئة المناسبة. وأضافت: “اليوم نضع حجرًا جديدًا في بناء جيل من المبدعين، الذين سيتحملون مسؤولية المستقبل بعقول واعية قادرة على الإنجاز”.
من جانبه، شدد المهندس عمرو أحمد، الذي شارك في الإشراف على البطولة، على أن دعم مثل هذه المسابقات يُعد رسالة وطنية يجب أن تتكاتف حولها المؤسسات التعليمية والمجتمعية. وقال: “الرياضة الذهنية ليست ترفًا، بل هي تدريب للعقل على الانضباط، وسرعة البديهة، واتخاذ القرار، وهي مهارات يحتاجها كل طالب في حياته اليومية والدراسية”.
وأشار إلى أن ما شهده من مستوى تنافسي بين طلاب المحافظات المشاركة يعكس نجاح المنظومة التعليمية في مصر في تبني فكر جديد يعتمد على الإبداع والابتكار بجانب التحصيل الأكاديمي.
البطولة جذبت اهتمام أكثر من 15 محافظة مصرية، من بينها: القاهرة، الدقهلية، الإسكندرية، الجيزة، الشرقية، الغربية، البحيرة، أسيوط، المنيا، سوهاج، دمياط، كفر الشيخ، الفيوم، الإسماعيلية، وبورسعيد.
هذا التنوع الجغرافي أضفى على البطولة روحًا وطنية خاصة، حيث شعر المشاركون أنهم سفراء لمحافظاتهم، يمثلونها أمام زملائهم من مختلف أنحاء البلاد. وكانت المنافسة محتدمة في كل المراحل العمرية، وسط تشجيع حار من أولياء الأمور والمدربين الذين حرصوا على مرافقة أبنائهم.
داخل قاعات البطولة بالقاهرة والدقهلية، بدت الأجواء أشبه بمهرجان ضخم يجمع بين الانضباط والفرحة. ارتفعت أصوات التشجيع في لحظات الحسم، فيما سادت لحظات من الصمت والتركيز عند بدء الاختبارات الذهنية، حيث يتسابق الطلاب في حل مسائل معقدة في وقت قياسي باستخدام تقنيات اليوسي ماث.
وكانت لحظة إعلان النتائج مليئة بالمشاعر، حيث علت أصوات الزغاريد والدموع في عيون أولياء الأمور، وهم يشاهدون أبناءهم يعتلون منصات التتويج، رافعين الكؤوس والميداليات، في صورة تجسد معنى التفوق والعمل الجاد.
بطولة الجمهورية لليوسي ماث هذا العام خرجت بأكثر من مجرد نتائج وأسماء فائزة، بل وجهت رسالة قوية إلى المجتمع مفادها أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة إذا أُحسن استثمارها. فالعقول الصغيرة التي جلست على مقاعد البطولة اليوم، هي ذاتها التي ستقود البلاد في المستقبل نحو الابتكار والاكتشاف.
وفي ختام الفعاليات، عبرت اللجنة المنظمة عن شكرها العميق لكل من ساهم في إنجاح الحدث، وعلى رأسهم الدكتورة إيمان الحوفي والمهندس عمرو أحمد، اللذان أدارا البطولة بحرفية عالية، وأثبتا أن القيادة الواعية قادرة على تحويل أي حدث إلى قصة نجاح وطنية.
ومن المقرر أن يتم اختيار أفضل العناصر من الفائزين للمشاركة في البطولات الدولية المقبلة، حيث يمثلون مصر في محافل عالمية، ليرفعوا اسم الوطن عاليًا، وليثبتوا أن العقل المصري لا يقل كفاءة عن أي عقل عالمي.
وبذلك تكون بطولة الجمهورية لليوسي ماث قد حققت هدفها الأسمى: تخريج جيل جديد يؤمن بقوة العقل والانضباط والإبداع، ويضع مصر في مقدمة الدول الداعمة للتفوق الذهني والمعرفي.