
في قلب مدينة الزقازيق، حيث تتقاطع الأحلام مع الجهد، ويسكن الأمل في عيون الطلاب، يسطع نجم المهندس خالد أشرف كواحد من أبرز صناع العقول في ميدان التعليم. لم يكن يومًا مجرد معلّم فيزياء، بل صانع عباقرة، يرى في كل طالب مشروع أينشتاين جديد.
أطلق على طلابه لقب “أحفاد أينشتاين”، ليس مجازًا، بل إيمانًا حقيقيًا بأن كل عقل شاب يحمل شرارة عبقرية تنتظر من يوقظها. جمع بين رصانة الهندسة وسحر الفيزياء، فخلق من الحصص العلمية مسرحًا للإبداع والتجربة، لا مجرد سبورة وأرقام.
منذ أن خطى أولى خطواته في ساحة التدريس، اختار أن يخلع عباءة التقليد، ليرتدي ثوب المعلّم الرسالي؛ ذاك الذي يرى أن مهمته لا تقتصر على إيصال المعلومة، بل على بناء منظومة فكرية تُعلّم الطالب كيف يسأل، وكيف يبحث، وكيف يصوغ معرفته بنفسه.
في صفه، لا يُحفظ القانون الفيزيائي بل يُفهم، لا تُحل المسألة فقط بل تُحلل. ويعتمد على أسلوب تعليمي تفاعلي يمزج بين التجربة والمعلومة، وبين اللعب العلمي والتفكير النقدي، لتصبح الفيزياء مغامرة معرفية، لا عبئًا دراسيًا.
وفي لقاء خاص معه، عبّر عن فلسفته قائلاً:
“أنا لا أعلّم كيف تُحل المسائل فقط، بل كيف يُصاغ السؤال، كيف يُعاد التفكير فيه. أؤمن أن كل طالب أمامي يمكن أن يكون عبقريًا، إن أُعطي الفرصة والبيئة المناسبة.”
ولأن الإيمان يخلق الدافع، فقد قاد هذا المعلم الاستثنائي طلابه لتحقيق إنجازات لافتة في المسابقات العلمية والأولمبياد، وفتح أمامهم أبواب كليات القمة ومجالات الابتكار العلمي، ليحصدوا ثمار شغفه وإيمانه.
ولأنه يؤمن أن التقدير يصنع الدافع، يقيم في نهاية كل عام احتفالًا تكريميًا لطلابه، يوزع فيه شهادات تحمل توقيعه ليترك فيهم بصمة لن تُمحى، وشعلة لن تنطفئ.
رغم انشغالاته، لا يتوقف عن تطوير أدواته ومتابعة أحدث الأبحاث التربوية، إيمانًا منه أن المعلم الجيد هو من يظل تلميذًا في محراب العلم.
ويختتم حديثه بكلمات تلخّص رسالته:
*”إذا زرعت في قلوب طلابي حبّ العلم، فقد زرعت مستقبلًا مشرقًا. الفيزياء ليست مادة ندرسها.. إنها طريقة حياة.”