مقالات

بالعلم والكفاءة والشغف” علي سطوحي” يسدّ فجوة الترجمة الطبية في العالم العربي.

 

في عالم تتقاطع فيه العلوم واللغات، ويصبح فيه التواصل الفعال بين التخصصات ضرورة لا رفاهية، يبرز إسم الأستاذ “علي سطوحي” كنموذج فريد يجمع بين خلفية طبية عميقة وشغف لا يُضاهى بالترجمة وكتابة المحتوى الطبي.حصل على بكالوريوس علوم التمريض، لم يكتفِ بمكانته كأحد المتخصصين في الرعاية الصحية، بل قرر أن يعبر الجسر إلى الضفة الأخرى: ضفة اللغة والتخصص الدقيق.

اليوم، يشغل منصب محاضر في الترجمة الطبية وكتابة المحتوى الطبي بأكاديمية مترجم، وهي من أبرز الأكاديميات العربية في مجال الترجمة الاحترافية، حيث يقدّم دورات تدريبية وورش عمل تجمع بين التخصص الدقيق والفهم اللغوي العميق، مستندًا إلى قاعدة علمية قوية وممارسة واقعية داخل المجال الطبي.

 

تخرّج من كلية علوم التمريض بعد سنوات من الدراسة المكثفة التي أتاحت له فهمًا دقيقًا لجسم الإنسان، ومهارات تواصل راقية مع المرضى والأطباء. إلا أن طموحه لم يتوقف عند العمل السريري، فقد شعر بحاجة ماسة إلى إيصال المعلومة الطبية بطريقة مبسطة ودقيقة في آنٍ واحد، خاصة في ظل ما يشهده العالم من طوفان معلوماتي على الإنترنت، كثير منه يفتقر إلى المصداقية أو الترجمة الدقيقة.

من هنا، بدأ رحلته في عالم الترجمة، مدفوعًا برغبة صادقة في سدّ الفجوة بين المتخصصين الطبيين والقراء العرب، سواء كانوا طلابًا، مرضى، أو باحثين. الترجمة الطبية ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي عملية دقيقة تتطلب فهمًا عميقًا للمصطلحات والسياق العلمي، وهو ما تميّز به علي منذ بداياته.

 

في أكاديمية مترجم، لا يقدّم علي سطوحي مجرد محاضرات نظرية، بل يدمج بين المحتوى الأكاديمي والتطبيقي، ويحرص على تدريب طلابه على الترجمة الاحترافية للنصوص الطبية، كتابة المحتوى الصحي الموثوق، ومراعاة أخلاقيات النشر الطبي. يضع بين أيديهم أدوات متقدمة لفهم المصطلحات، التعامل مع المراجع، والتأكد من دقة المعلومات قبل نشرها.

يقول أحد طلابه: “لم أكن أتخيل أن الترجمة الطبية يمكن أن تكون ممتعة ومليئة بالتحديات. الأستاذ علي جعل من كل محاضرة رحلة بين الطب واللغة، علّمنا أن المترجم مسؤول عن حياة إنسان حين يخطئ في ترجمة جرعة أو تشخيص.”

 

إلى جانب عمله كمحاضر، شارك في إعداد وتحرير عشرات المقالات الطبية المنشورة عبر منصات عربية شهيرة، وراجع ترجمات تقارير ومقالات بحثية لمراكز طبية وهيئات علمية. كما يعمل حاليًا على إعداد دليل تدريبي شامل للمترجمين الطبيين باللغة العربية، يضم أدوات ونصائح وتدريبات عملية، في محاولة لسد النقص في هذا المجال الدقيق.

ويطمح من خلال عمله أن يرفع مستوى الوعي بين المترجمين العرب بأهمية التخصص، ويشجّعهم على اختيار مسارات دقيقة مثل الترجمة الطبية، لا سيما في ظل تزايد الطلب على هذا النوع من الترجمة في عصر ما بعد الجائحة.

يُمثل علي سطوحي نموذجًا مشرفًا لشباب مصر الطموحين الذين آمنوا بأن الحدود بين التخصصات ما هي إلا أوهام، وأن الإبداع الحقيقي يكمن في الجمع بين المهارة والمعرفة والشغف. وقد استطاع من خلال هذا التزاوج بين التمريض والترجمة أن يخلق لنفسه مسارًا مميزًا، يؤثر من خلاله في مئات الطلاب والمتدربين، ويضيف قيمة حقيقية للمحتوى العربي الطبي على الإنترنت.

وفي زمن تتسارع فيه التطورات العلمية وتزداد الحاجة للترجمة الدقيقة، يبقى أمثال علي سطوحي ضوءًا مضيئًا في درب التخصص، يُذكّرنا بأن اللغة يمكن أن تنقذ حياة، حين تترجم بضمير وعلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى