
يواصل المترجم المصري أبانوب وجدي كسر الحواجز التقليدية في الترجمة الأدبية، وهذه المرة ينطلق بمشروع ثقافي فريد من نوعه يهدف إلى إعادة تقديم أعمال ويليام شكسبير بلهجة مصرية معاصرة، تجمع بين الطابع الشعبي والفكاهة، ليجعل من المسرح الشكسبيري تجربة أقرب إلى الجمهور المصري بكل أطيافه.
يبدأ أبانوب وجدي مشروعه الضخم بترجمة مسرحية The Taming of the Shrew، والتي يقدمها تحت عنوان “تربية المفترية”، مستخدمًا أسلوبًا فكاهيًا يجسد روح الكوميديا الشكسبيرية ولكن بصياغة مألوفة للأذن المصرية. الترجمة الجديدة لن تكون مجرد نقل للحوار من الإنجليزية إلى اللهجة المصرية، بل ستعيد إحياء النص بروح مصرية خالصة، مع الاحتفاظ بجوهر المسرحية وسحرها الدرامي.
يؤمن وجدي بأن الأدب العالمي، وخاصة أعمال شكسبير، يجب ألا تظل حكرًا على النخبة المثقفة أو طلاب الأدب الإنجليزي، بل يجب أن تصل لكل شخص، من مرتادي المقاهي الشعبية إلى الشباب على منصات التواصل الاجتماعي. لذلك، تأتي ترجماته بحس ساخر، وعبارات قريبة من الحياة اليومية، تجعل الشخصيات الشكسبيرية تبدو وكأنها جزء من مجتمعنا الحالي، وكأن هاملت كان يمكن أن يكون طالبًا في جامعة القاهرة، أو أن عطيل قد يكون ابن حي شعبي في الإسكندرية.
هذا المشروع ليس مجرد محاولة لترجمة نصوص شكسبير باللهجة المصرية، بل هو خطوة نحو خلق تجربة ثقافية جديدة تعيد تعريف العلاقة بين الجمهور المصري والأدب العالمي. إضافة إلى ترجمة المسرحيات، يخطط وجدي لنشر ترجماته في كتب، وعرضها في قراءات مسرحية، وربما تحويلها إلى أعمال درامية مصورة تجذب أجيالًا جديدة لا تزال ترى في شكسبير كاتبًا صعب الفهم.
المشروع يأتي ضمن سلسلة إنجازات أبانوب وجدي، الذي يُعرف بمساهماته البارزة في مجال الترجمة، من إشرافه على ترجمات جديدة لأعمال تشارلز ديكنز، إلى تأليفه كتاب إرشادات إلى الترجمة، فضلًا عن اهتمامه الكبير بترجمة الأدب العالمي إلى اللهجة المصرية. كما أن اسمه أصبح جزءًا من القواميس العالمية، كونه سادس مصري يُذكر في Urban Dictionary، مما يؤكد مكانته كمترجم استثنائي يعيد تشكيل مشهد الترجمة العربية.