مقالات
أخر الأخبار

شيرين الدمياطي مثال على الشجاعة في إتباع الشغف، وتحويل التجربة الشخصية إلى رسالة إنسانية تسهم في تحسين حياة الآخرين.

في عالم يتطلب أحيانًا إعادة تعريف المسار الشخصي، هناك أشخاص يختارون التحدي، ويتبعون شغفهم رغم كل التوقعات. شيرين الدمياطي واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين لم يتوقفوا عند حدود ما تمليه الظروف، بل قررت رسم طريقها الخاص نحو تحقيق رسالتها في الحياة.

حصلت الأستاذة شيرين على بكالوريوس تجارة، وبدأت حياتها المهنية في مجال المحاسبة، كما كان متوقعًا وفقًا لدراستها الأكاديمية. لكن القدر كان يخبئ لها شيئًا مختلفًا تمامًا، تجربة شخصية جعلتها تصطدم بعالم علم النفس دون تخطيط مسبق، لكن بدلاً من أن يكون مجرد لقاء عابر، تحول إلى نقطة تحول غيرت مسار حياتها بالكامل.

بدأت في البحث والتعمق في هذا المجال، ليس فقط لفهم تجربتها الشخصية، ولكن لرغبتها في تقديم الدعم للآخرين الذين يمرون بنفس المعاناة، ليكونوا قادرين على التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحيحة، وإيجاد التوازن النفسي الذي يبحثون عنه.

مع مرور الوقت، لم يكن شغف شيرين بعلم النفس مجرد اهتمام سطحي، بل تحول إلى التزام حقيقي بالعلم والممارسة. قررت أن تتخصص بشكل أكاديمي وعملي، فدرست دبلومة مشورة (إرشاد نفسي)، ثم توسعت في رحلتها التعليمية من خلال دراسة عدة مدارس في العلاج النفسي، منها:

1)العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

2)العلاج الجدلي السلوكي (DBT)

3)العلاج بالقبول والالتزام (ACT)

4)العلاج بأنظمة الأسرة الداخلية (IFS)

5)العلاج الجمعي

6)العلاج بالفن

هذا التنوع في المعرفة جعلها قادرة على التعامل مع مختلف الحالات النفسية، وتقديم الدعم بشكل يتناسب مع احتياجات كل فرد على حدة.

منذ أكثر من ثماني سنوات، أصبحت شيرين مصدرًا للأمل والإلهام للعديد من الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعامل مع أنفسهم ومشاعرهم. تقدم الدعم النفسي لمن يحتاجه، سواء كانوا يعانون من القلق، التوتر، اضطرابات المشاعر، الأزمات الشخصية، أو حتى مجرد البحث عن فهم أعمق للذات.

ما يميزها هو قدرتها على مساعدة الأشخاص في إعادة اكتشاف أنفسهم من جديد، وفهم الأسباب الحقيقية وراء معاناتهم، وتزويدهم بالأدوات التي تمكنهم من التعامل معها بطرق صحية وفعالة. لا تعتمد فقط على نظريات علم النفس، بل تمزج بينها وبين تجربة شخصية جعلتها أكثر قربًا من من يحتاجون للمساعدة، فتفهم ما يشعرون به دون أحكام، وتساعدهم على المضي قدمًا بخطوات ثابتة.

رغم كل ما حققته من معرفة وخبرة، إلا أنها لا تزال تواصل التعلم والدراسة، مؤمنة بأن رحلة الفهم النفسي لا تتوقف عند حد معين، وأن الإنسان في تطور دائم، مما يتطلب تحديث أدواته وأساليبه بإستمرار .

قصتها ليست مجرد انتقال مهني، بل مثال على الشجاعة في اتباع الشغف، وتحويل التجربة الشخصية إلى رسالة إنسانية تسهم في تحسين حياة الآخرين. شيرين الدمياطي لم تكتفِ بإعادة اكتشاف نفسها، بل جعلت ذلك رسالتها في الحياة: أن تساعد الآخرين على فعل الشيء نفسه.

https://www.facebook.com/share/1AuFu84NVE/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى