أكاديميات رانيا صلاح.. نموذج متكامل لعلاج التوحد وتعديل السلوك في مصر والعالم العربي.

في عالم يموج بالتحديات التربوية والنفسية، تبرز أسماء صنعت الفارق بجهدها وخبرتها وعلمها، ومن بين هذه الأسماء تلمع رانيا صلاح، مؤسسة “أكاديميات رانيا صلاح”، التي استطاعت أن تبني لنفسها ولأكاديميتها مكانة رائدة في مجال التربية الخاصة، من خلال التميز العلمي والاحتراف المهني، إضافة إلى إنسانية عالية موجهة لخدمة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصةً ممن يعانون من اضطراب طيف التوحد.
كما حصلت على ماجستير في التربية الخاصة، وتُعد من أبرز أخصائي التخاطب وتعديل السلوك في مصر والعالم العربي. بفضل ما تملكه من معرفة أكاديمية عميقة وخبرة ميدانية واسعة، أصبحت صوتًا موثوقًا به في مجال التشخيص والتدخل المبكر للأطفال ذوي اضطرابات النطق والسلوك، كما أُدرج اسمها ضمن قائمة المحاضرين المعتمدين بجامعة عين شمس، إلى جانب حصولها على لقب محاضر دولي في التربية الخاصة والتوحد.
ليست أكاديميات رانيا صلاح مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي بيت أمل لكل أسرة تبحث عن بصيص نور لأطفالها. وتتبنى الأكاديمية برامج متطورة مستندة إلى أسس علمية حديثة، وتهدف إلى دمج الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في المجتمع بطريقة فعالة وآمنة، سواء من خلال جلسات التخاطب الفردية أو خطط تعديل السلوك الجماعي أو الأنشطة التكاملية التي تراعي الفروق الفردية بين الأطفال.
واحدة من أبرز إنجازاتها هي سلسلة مقالاتها المتخصصة التي نُشرت في عدة منصات تربوية وعلمية، والتي تناولت فيها مفهوم التوحد وتعريفه وأسبابه وطرق اكتشافه المبكر. وقد تميزت تلك المقالات بلغتها السهلة والمباشرة التي تخاطب الأهل أولاً، وتُعينهم على فهم التوحد لا كمشكلة، بل كحالة تحتاج إلى استيعاب واحتواء وتعامل علمي دقيق.
في مقالاتها، شرحت رانيا أن التوحد ليس مرضًا بل اضطرابًا نمائيًا يؤثر على التواصل والسلوك الاجتماعي، وتناولت الأسباب التي قد تكون وراثية أو بيئية أو عصبية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الاكتشاف المبكر للتوحد هو المفتاح الذهبي لتقليل آثاره وتحقيق أفضل نتائج ممكنة في عملية التدخل العلاجي. وقدّمت دلائل واضحة للأهالي حول العلامات المبكرة التي تستدعي التدخل، مثل غياب التواصل البصري، تأخر النطق، التعلق الزائد بالروتين، أو تكرار حركات معينة بشكل نمطي.
ولم تكتفِ بذلك، بل أطلقت حملات توعية واسعة من خلال أكاديمياتها وصفحاتها الرسمية، حملات هدفت إلى رفع الوعي المجتمعي باضطرابات التوحد وتعديل السلوك، وأهمها حملة “افهمني قبل ما تحكمني”، التي كانت سببًا في تغيير نظرة الكثيرين تجاه الأطفال المختلفين.
ما يُميزها أنها لا تعمل فقط من أجل تقديم جلسات علاجية، بل تسعى لتدريب جيل جديد من المتخصصين، حيث درّبت مئات الطلاب والخريجين من كليات التربية والآداب والعلوم الطبية على أساليب التخاطب، وتقنيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، واستراتيجيات العمل مع حالات التوحد.
وتؤمن بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس فقط بعدد الحالات التي تم تحسينها، بل في بناء منظومة واعية قادرة على الاكتشاف المبكر، والتدخل العلاجي الفعّال، والدعم النفسي المتكامل للأسرة. ولهذا السبب، تتبنى الأكاديمية رؤية إنسانية، ترى الطفل ككل، لا كعرض أو اضطراب.
في زمن باتت فيه الحاجة إلى المتخصصين الحقيقيين ضرورة، تقدم رانيا صلاح نموذجًا ملهمًا للعلم الممزوج بالرحمة، وللاحتراف المتوّج بالرسالة. وهي مستمرة في رسالتها، مدفوعة بإيمانها العميق بأن كل طفل مختلف يستحق فرصة للحياة الكاملة، وفرصة لأن يكون مفهومًا ومحبوبًا وقادرًا على التعبير عن ذاته بطريقته الخاصة.