إيهاب فرحان… العرّاب الذي رسم اللغة العربية بخريطة ذهنية تنبض بالإبداع
حين تتحوّل اللغة العربية إلى خريطة ذهنية نابضة بالإبداع العرّاب" إيهاب فرحان"يفتح أبواب النحو والبلاغة بأسلوب بصري ثوري.

في عالم العلم والمعرفة، يسطع نجم متميز إستطاع أن يجمع بين عبقرية الفكر وروعة الإبداع في تقديم علوم اللغة العربية بطرق جديدة وغير تقليدية. العرّاب إيهاب فرحان، الباحث المتخصص في علوم اللغة العربية وطرق تدريسها، قد ترك بصمة لا تمحى في هذا المجال من خلال استغلال أحدث أساليب التعلم، حيث استطاع أن يبدع ويقدم محتوى علمي مبسط ومفيد باستخدام الخريطة الذهنية كأداة تعليمية متطورة، ما أسهم في تغيير نمط التعلم التقليدي إلى نهج يعتمد على الدماغانية البصرية والتفكير المنظم.
تخرج إيهاب فرحان من كلية الآداب بجامعة عين شمس، حيث تبلورت بدايات مسيرته العلمية في أروقة الجامعة التي احتضنت نخبة من الباحثين والمفكرين. ومنذ ذلك الحين، خصص العرّاب جهوده لإعادة صياغة مفاهيم النحو، والبلاغة، والأدب العربي بطريقة تساعد الطلاب والمهتمين على فهم المادة التعليمية واستيعابها بصورة أعمق وأشمل. فقد اتخذ إيهاب فرحان من الخريطة الذهنية النموذج الأمثل لشرح وتفصيل قواعد اللغة وأصول البلاغة، وسرعان ما نالا أعماله تقديراً واسعاً بين الزملاء والمهتمين بدراسة اللغة العربية.
يأتي كتاب “النحو الممهد” كأول خطوة تمهيدية للمبتدئين في علم النحو، حيث يتناول الكتاب بأسلوب سلس ومبسط أهم قواعد النحو العربي بشكل يناسب مستوى المبتدئين، مما يجعله بوابة أساسية لدخول عالم اللغة العربية. استطاع الكتاب أن يعكس شغف المؤلف بعلم النحو، وأن ينقل المعرفة بأسلوب يشبه رحلة اكتشاف ممتعة تجعل من تعلم اللغة متعة وفنونًا تفاعلية. وقد نال الكتاب استحساناً من قبل الأكاديميين والطلاب على حد سواء، لما يحتويه من تنظيم علمي وسلاسة في العرض.
ولم يتوقف العرّاب عند هذا الحد، بل امتد إبداعه ليقدم للمستويات المتقدمة من الدارسين كتاب “النحو الموفور”. هذا الكتاب هو بمثابة مرجع متكامل يهدف إلى تعميق الفهم في قواعد النحو وتقديم تفاصيل دقيقة معتمدة على تطبيقات الخريطة الذهنية، حيث تجمع الأسلوب التفاعلي مع الدقة العلمية. وقد أعاد الكتاب النظر في بعض المفاهيم النحوية التقليدية، مقدمًا إضافات جديدة أثبتت جدواها في تطوير أساليب التدريس الحديثة، الأمر الذي جعله مرجعاً قيماً للباحثين والمعلمين.
أما في مجال البلاغة، فقد جاء كتاب “بلاغة العراب” ليضيف بعداً فريداً لحركة إعادة صياغة العلوم اللغوية، حيث يسلط الضوء على جماليات اللغة وروعتها من خلال دراسات تحليلية تجمع بين النظرية والتطبيق. تناول الكتاب مقومات البلاغة العربية وأسرارها، مبتكرًا في شرحها عبر الخريطة الذهنية، مما أتاح للدارسين فهم العلاقات المعقدة بين المفردات والجمل والصور البيانية بأسلوب مرئي سهل الاستيعاب.
ولا يمكن إغفال تأثير كتاب “عرّاب الأدب” الذي يخاطب عشاق الأدب العربي، فقدم فيه إيهاب فرحان تحليلاً معمقاً لأسرار الأدب وإبداعاته متناولاً موضوعاته من خلال رؤية جديدة تدمج بين النظرية والتطبيق العملي، مستخدمًا أساليب مبتكرة تساعد الطلاب على بناء صورة كاملة لعالم الأدب العربي. هذا الكتاب ليس مجرد مرجع نظري، بل هو دليل عملي يمكن للدارسين من خلاله استكشاف كنوز الأدب العربي بطريقة جذابة وممتعة.
يظهر ما يميز العرّاب إيهاب فرحان في كيفية تقديمه للمادة التعليمية بأسلوب يشجع على الإبداع والاستقلالية الفكرية لدى المتلقين. فقد استلهم من خبرته الطويلة ومناهجه التعليمية الحديثة، وسعى لإيصال أفكاره عبر الوسائل البصرية المعاصرة التي تعطي الطلاب القدرة على الربط بين المفاهيم والنظريات بطريقة تفاعلية غير مسبوقة. وهذا ما جعله يحتل مكانة رفيعة بين الباحثين والأساتذة في مجال علوم اللغة العربية، حيث يُعتبر نموذجاً يحتذى به في الابتكار والإبداع التعليمي.
وفي خضم التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر، برز العرّاب إيهاب فرحان كقائد فكري ساهم في نقل الثقافة العربية إلى آفاق جديدة، مؤمنًا بأن اللغة هي جسر التواصل الذي يربط الأجيال والثقافات، وأن التعليم يجب أن يكون وسيلة لتحفيز الإبداع وتنمية مهارات التفكير النقدي. وإن نجاحه في استغلال تقنية الخريطة الذهنية لم يكن إلا تعبيراً عن إصراره على تحديث العملية التعليمية وتوفير تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين العلم والفن في آن واحد.
بهذه الإنجازات المبهرة، يبقى العرّاب إيهاب فرحان رمزاً للابتكار التعليمي والتميز العلمي في مجال اللغة العربية، شاهداً على أن المعرفة لغة عالمية تتجدد وتتطور مع كل جيل يسعى لتجاوز حدود التقليدية نحو آفاق من الإبداع والحداثة.