“آمال حامد”.. حين يلتقي العلاج النفسي بالإعلام لزرع الوعي في المجتمع
"آمال حامد" المعالجة النفسية التي جمعت بين العلم والإعلام لخدمة المجتمع تُبدع في دعم طلاب الإعلام وتنقل العلاج النفسي إلى آذان الجماهير.

في رحلةٍ تمزج بين الشغف بالعلم والقدرة على التأثير، استطاعت المعالجة النفسية الإكلينيكية “آمال حامد” أن تصنع لنفسها بصمة خاصة في مجال الصحة النفسية والإعلام المجتمعي، مُعتمدة على خبرتها الأكاديمية ومهاراتها في التواصل، لتكون صوتًا داعمًا للوعي النفسي عبر المنصات الإعلامية المختلفة.
من قلب القاهرة، حيث وُلدت وترعرعت، انطلقت آمال في مسيرتها العلمية، فاختارت التخصص في العلاج النفسي الإكلينيكي، ثم واصلت تطوير نفسها حتى حصلت على اعتماد محاضر معتمد من أكاديمية التربية الرياضية، في خطوة تعكس مدى إيمانها بالعلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والجسدية.
كما لم تكتفِ بممارسة العلاج النفسي في العيادات أو داخل الجدران المغلقة، بل قررت أن تخرج برسالتها إلى فضاء أوسع، فوجدت في الإعلام منبرًا قويًا وفعّالًا للوصول إلى مختلف فئات المجتمع. ومن هنا كانت مشاركتها المؤثرة في حلقات راديو ماسبيرو، التي استغلتها بذكاء لتبسيط المفاهيم النفسية، وتقديم الدعم النفسي للمستمعين بلغة سهلة وواقعية تلامس احتياجاتهم اليومية.
تميزت حلقاتها عبر الأثير بقدرتها على تقديم النصائح النفسية في إطار اجتماعي مبسّط، حيث ناقشت موضوعات مثل القلق، الاكتئاب، الضغوط الأسرية، وتحديات المراهقة، بطريقة جمعت بين المعلومات العلمية الدقيقة والأسلوب الحواري الجذاب. وتقول آمال عن هذه التجربة: “كنت أؤمن أن لكل فرد الحق في فهم نفسه ومشاعره، وأن الإعلام وسيلة عظيمة لنشر هذا الوعي إذا استخدمناه بالشكل الصحيح.”
لكن طموحها لم يتوقف عند الميكروفون، بل امتدّ ليشمل الأجيال الصاعدة من الإعلاميين، حيث شاركت مؤخرًا في مشروع تخرج طلاب كلية الإعلام – جامعة القاهرة، في مبادرة مميزة جمعت بين العلم والخبرة والإبداع الطلابي. وقدّمت آمال من خلال هذا المشروع الإرشاد النفسي والإشراف العلمي لفريق العمل، مما أضاف بُعدًا نفسيًا مهمًا لمحتوى المشروع، وجعل التجربة أكثر نضجًا وثراءً.
وعن هذه التجربة، تقول إحدى الطالبات المشاركات: “الدكتورة آمال ألهمتنا كثيرًا، لم تكن فقط خبيرة نفسية، بل كانت موجّهة ومُلهمة، ساعدتنا على فهم النفس البشرية بشكل أعمق، وهو ما انعكس في جودة المشروع النهائية.”
وتضيف بأن: “التعامل مع طلاب الإعلام منحني الأمل في جيل جديد يُدرك أهمية الصحة النفسية كجزء لا يتجزأ من التكوين الإعلامي والمسؤولية المجتمعية.”
وبعيدًا عن الإعلام، تواصل آمال حامد نشاطها كمحاضرة معتمدة، حيث تقدم ورش عمل ومحاضرات في مؤسسات أكاديمية ورياضية، تُركّز فيها على التوازن بين الجسد والنفس، وكيفية تجاوز التوترات النفسية التي قد تؤثر على الأداء الرياضي والبدني.
وتؤمن بأن الصحة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة لكل إنسان، وهي الآن بصدد إعداد مبادرة مجتمعية جديدة تهدف إلى دمج مبادئ الدعم النفسي في المناهج التعليمية والإعلامية، بالتعاون مع عدد من الخبراء التربويين والإعلاميين.
في كل محطة من محطات حياتها المهنية، تثبت آمال حامد أن العلم حين يُمزج بالشغف والإيمان برسالة إنسانية، يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الناس، وأن الإعلام لا يقتصر فقط على الأخبار والترفيه، بل يمكن أن يكون أداة قوية للشفاء والتغيير.
وبين صوتها الذي أصبح مألوفًا في أذن مستمعي الراديو، وخبرتها التي أصبحت مصدر إلهام للطلاب، ومبادراتها التي تحمل الوعي النفسي إلى آفاق جديدة، تواصل آمال حامد رحلتها بكل ثقة، باحثة عن طرق جديدة تزرع بها بذور الوعي في قلوب الناس.