سنوات خبرة في صناعة جيل متفوق بالمعادلات والأرقام “محمد البهجي “نموذج للمعلم الذي حوّل الرياضيات من رهبة إلى متعة سامية.

في قلب محافظة المنوفية، وتحديدًا بمدينة شبين الكوم، يبرز إسم لمع نوره في عالم التعليم خلال السنوات الأخيرة، هو الأستاذ محمد البهجي، الشهير بلقب “المتخصص في الرياضيات”. ذلك اللقب لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة رحلة علمية ومهنية مميزة امتدت على مدار سبع سنوات من الخبرة والتفاني في تدريس مادة تعد من أصعب المواد وأكثرها رهبة لدى الطلاب، وهي مادة الرياضيات.
حصل الأستاذ محمد على بكالوريوس علوم وتربية – شعبة الرياضيات، ليجعل من حبه للأرقام والمنطق وسيلة لإلهام أجيال من الطلاب، وليصبح مثالًا للمدرس المتفاني الذي لا يكتفي بشرح المناهج فحسب، بل يسعى دائمًا إلى غرس حب الرياضيات في نفوس طلابه، وتحويلها من مادة جامدة إلى لغة ممتعة للحياة والتفكير المنطقي.
منذ أن بدأ مسيرته في التدريس، إختار أن يكون أكثر من مجرد ناقل للمعرفة، بل معلمًا يحمل رسالة سامية. فهو يؤمن أن مادة الرياضيات ليست غاية في حد ذاتها، وإنما وسيلة لصقل عقول الطلاب وتنمية قدراتهم على التفكير المنهجي وحل المشكلات. ولذلك، جعل من قاعة الدرس بيئة حية تفاعلية، يدمج فيها بين الشرح الأكاديمي والأساليب العملية التي تفتح للطلاب آفاقًا جديدة لفهم المادة.
تميز الأستاذ محمد في تدريسه لمراحل التعليم الإعدادي والثانوي، حيث يتعامل مع الطلاب في واحدة من أهم المراحل العمرية وأكثرها حساسية. وقد استطاع بأسلوبه المبسط أن يزيل الحواجز النفسية التي غالبًا ما يواجهها الطلاب تجاه الرياضيات، وأن يثبت لهم أن النجاح فيها ليس مقصورًا على فئة معينة، بل هو متاح لكل مجتهد يضع ثقته في نفسه ويتلقى التوجيه الصحيح.
لم يمر وقت طويل حتى أصبح اسمًا معروفًا بين الطلاب وأولياء الأمور في شبين الكوم وخارجها. فشهادات النجاح والتفوق التي يحققها طلابه عامًا بعد عام، تشهد له بالكفاءة والإخلاص. كما يشهد له زملاؤه بالجدية وحب العمل الجماعي، فهو دائم المشاركة في تطوير أساليب التعليم ومناقشة أفضل الطرق لمواكبة التغيرات المستمرة في المناهج التعليمية.
يُعرف عن “المتخصص في الرياضيات” قدرته على تبسيط أعقد المسائل وجعلها في متناول الطالب، حيث يجمع بين الدقة العلمية والشرح السلس. فهو يدرك أن الطالب لا يحتاج إلى الحفظ الأعمى، بل إلى فهم عميق يتيح له التفكير بحرية والإبداع في الحل. ولذا فإن دروسه لا تنحصر في الكتاب المدرسي فقط، بل تمتد إلى تدريبات إضافية وأساليب مبتكرة تُثري عقل الطالب وتؤهله للتفوق في الامتحانات والحياة العملية على حد سواء.
رغم مرور سبع سنوات على بداية رحلته في التدريس، إلا أن شغفه بالعلم والتعليم لم يفتر يومًا. بل يزداد يومًا بعد يوم، مدفوعًا برؤية يسعى من خلالها إلى تكوين جيل قادر على مواجهة التحديات بوعي وعلم. وهو دائم البحث عن كل جديد في طرق التدريس والتقنيات الحديثة التي يمكن أن تجعل مادة الرياضيات أكثر قربًا للطلاب، مؤمنًا أن التعليم عملية متجددة لا تعرف الجمود.
يمثل الأستاذ محمد البهجي قدوةً لطلابه وزملائه على حد سواء، ليس فقط بما يمتلكه من علم، ولكن بما يتسم به من أخلاق رفيعة وتواضع وإنسانية في التعامل. فهو يحرص دائمًا على تشجيع طلابه، وغرس الثقة في نفوسهم، وإشعارهم أن كل طالب لديه فرصة للنجاح إذا ما بذل الجهد والسعي.
إن قصتة هي قصة نجاح متفردة تؤكد أن التعليم الحقيقي لا يقوم على الحفظ والتلقين، وإنما على الإبداع والإخلاص في الأداء. ولعل ما يقدمه “المتخصص في الرياضيات” لأبنائه الطلاب سيظل شاهدًا على رسالته النبيلة في خدمة العلم والمجتمع، ودليلًا على أن المعلم المخلص يستطيع أن يغير الكثير في حياة الأجيال القادمة.