مقالات
أخر الأخبار

بأطباقها الشهية” سميرة مصطفى” تصبح الوجه الأبرز للمناسبات والعزومات وتُبدع بأطباق لا تُنسى.

في قلب محافظة الشرقية، وتحديداً في قرية ديرب السوق بمركز ديرب نجم، ظهرت موهبة فريدة في عالم الطبخ البيتي، وهي الشيف سميرة محمد مصطفى، الشهيرة بـ”سمسمة”. بدأت سميرة رحلتها من خلفية بسيطة، حيث حصلت على دبلوم تجارة، لكنها أثبتت أن الشغف والموهبة قادران على تحويل أبسط البدايات إلى قصص نجاح ملهمة.

ولدت سميرة ونشأت في أسرة مصرية بسيطة تهتم بالترابط الأسري وقيم العطاء. كانت والدتها هي المعلمة الأولى لها في عالم المطبخ، حيث تعلمت منها أسرار الطبخ ووصفات الأكلات التقليدية الشهية. تذكر سميرة دائماً أنها كانت تساعد والدتها منذ صغرها في تحضير الأطباق، ما جعلها تتشرب حب الطبخ وترى فيه فناً أكثر من كونه مجرد مهمة يومية.

في البداية، كانت سميرة تعتمد على الوصفات التقليدية التي تعلمتها من والدتها، لكنها قررت تطوير مهاراتها من خلال البحث والممارسة. في خلال خمسة أشهر فقط، تمكنت سميرة من اكتساب مهارات متقدمة، وأصبحت قادرة على تحضير أشهر الصواني التي تناسب المناسبات والعزومات، مثل صينية البطاطس بالدجاج، وصواني المعكرونة بالبشاميل، وصواني الكفتة المحشية، وغيرها من الأطباق التي أبهرت كل من تذوقها.

بعد أن لاحظت سميرة إعجاب العائلة والأصدقاء بأطباقها، قررت تحويل شغفها إلى مشروع صغير. بدأت من المنزل، حيث كانت تعد الوجبات للأصدقاء والجيران، ومع الوقت بدأت الطلبات تزداد. أدركت سميرة أن لديها فرصة لتطوير هذا المشروع ليصبح مصدر رزق دائم، فخصصت جزءاً من منزلها ليكون مطبخاً احترافياً يلبي احتياجات عملائها.

أصبحت سميرة تعرف بلقب “سمسمة” بين أهل قريتها والقرى المجاورة، وذاع صيتها في تقديم الأكلات البيتيّة المميزة التي تجمع بين الطعم الأصيل والتقديم العصري. حرصت على إرضاء جميع الأذواق، واستطاعت تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق التي تناسب المناسبات المختلفة، من حفلات الزفاف والخطوبة إلى الأعياد والعزومات العائلية.

سميرة تؤمن بأن الطبخ ليس مجرد تحضير طعام، بل هو رسالة تحمل الحب والدفء. وهذا ما يجعل أطباقها مميزة، حيث تستخدم مكونات طازجة وعالية الجودة، وتهتم بأدق التفاصيل لتضمن رضا عملائها.

رغم التحديات التي واجهتها في البداية، من قلة الموارد إلى قلة الخبرة في إدارة مشروع صغير، إلا أن سميرة كانت تمتلك عزيمة قوية وإرادة لا تنكسر. تعلمت من أخطائها، واستثمرت وقتها وجهدها في تطوير نفسها ومشروعها. خلال خمس سنوات فقط، تمكنت من بناء سمعة قوية وجذب قاعدة واسعة من العملاء الذين يثقون بجودة ما تقدمه.

لم يكن نجاحها فردياً فقط، بل كان انعكاساً لدعم المجتمع المحلي لها. أهل قريتها كانوا الداعم الأول، حيث شجعوها وساندوها في مشروعها، مما أعطاها دفعة للاستمرار وتحقيق المزيد من الإنجازات.

كما تطمح إلى توسيع مشروعها ليشمل فروعاً أخرى في محافظات مختلفة، وتأمل في تقديم دورات تدريبية للفتيات الراغبات في تعلم فنون الطبخ البيتي. ترى أن نجاحها ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة جديدة تحمل فرصاً أكبر وإمكانات أوسع.

في النهاية، قصة سميرة محمد مصطفى هي نموذج يحتذى به لكل امرأة تطمح لتحويل شغفها إلى مصدر رزق. إنها دليل على أن الإرادة والعمل الجاد يمكن أن يفتحا أبواب النجاح، مهما كانت البداية متواضعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى