الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان.. وهاجس إسرائيل من “المظلة النووية”
الكاتب محمد عمرو محمد

تُعتبر العلاقة الدفاعية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية من أعمق العلاقات الاستراتيجية في العالم الإسلامي، حيث يجمع البلدين تعاون عسكري ممتد منذ عقود، شمل التدريب، التسليح، والتنسيق الاستخباراتي. لكن ما يجعل هذه العلاقة أكثر حساسية على المستوى الدولي هو البُعد النووي الباكستاني، وما يُثار من تحليلات حول دور السعودية في دعمه.
الدفاع المشترك.. تحالف يتجاوز الجغرافيا
منذ ستينيات القرن الماضي، استعانت السعودية بالخبرات الباكستانية لتطوير قواتها المسلحة. ومع الوقت، أصبحت إسلام آباد حليفًا عسكريًا رئيسيًا للرياض، تشارك في حماية أمن الخليج وتؤكد دائمًا أن أمن السعودية “خط أحمر”. هذا التعاون لم يتوقف عند حدود التدريب والمناورات، بل اتسع ليشمل التنسيق الاستراتيجي في مواجهة التهديدات الإقليمية.
البُعد النووي.. دعم سعودي أم “مظلة سرية”؟
عندما أجرت باكستان أولى تجاربها النووية عام 1998، كانت تمر بأزمة اقتصادية خانقة نتيجة العقوبات الدولية. آنذاك، قدّمت السعودية دعمًا ماليًا كبيرًا لإسلام آباد، ما دفع العديد من المراقبين للاعتقاد بأن المملكة ساهمت بشكل غير مباشر في تمويل البرنامج النووي الباكستاني.
ويذهب بعض المحللين إلى أن السعودية قد تمتلك، في حال الضرورة، وصولًا سريعًا إلى القدرات النووية الباكستانية كنوع من “المظلة النووية” لحماية أمنها القومي.
قلق إسرائيل
من أبرز الأطراف القلقة من هذا التعاون هو إسرائيل، التي ترى أن أي تقارب بين السعودية والقوة النووية الباكستانية يمثل تهديدًا استراتيجيًا لها.
فالسعودية دولة محورية في العالم العربي والإسلامي.
وباكستان هي القوة النووية الإسلامية الوحيدة المعلنة.
هذا المزيج يثير هواجس لدى إسرائيل من احتمال وجود ردع نووي إسلامي موحّد يغيّر معادلة القوة في المنطقة.