الشيخ” محمد صبحي عياد” إمامٌ وداعية يجمع بين التراث والأثر والتأثير ويشعّ نورًا في ربوع مصر

من محافظة البحيرة، تلك الأرض الطيبة التي أنجبت العديد من العلماء والدعاة، يسطع نجم الشيخ محمد صبحي عياد، أحد الوجوه الدعوية الشابة المضيئة في سماء الخطاب الديني المعتدل، والذي يحمل مشعل الأزهر الشريف، ساعيًا لغرس القيم والمبادئ في نفوس الشباب، وتعزيز مكارم الأخلاق في قلوب أبناء الوطن.
الشيخ محمد صبحي هو أحد خريجي جامعة الأزهر الشريف، حيث حصل على ليسانس الدعوة الإسلامية، ثم واصل مسيرته العلمية ليحصل على درجة الماجستير، وهو الآن باحث دكتوراه، مما يعكس شغفه العميق بطلب العلم واستزادة المعرفة، التي يراها طريقًا للارتقاء بالدعوة وتجديد الخطاب الديني على أسس وسطية ومنهجية.
يشغل الشيخ محمد منصب إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية، وهو أحد أعضاء مجموعة وإدارة قادة فكر التابعة لرئاسة الجمهورية، وهي كوكبة من الأئمة والدعاة الذين تم اختيارهم بعناية لصياغة وقيادة خطاب ديني يتسم بالحكمة والاعتدال، ويخاطب وجدان المواطن المصري المعاصر بلغة رصينة وفكر مستنير.
ولم تقتصر جهوده الدعوية على المنابر الرسمية فقط، بل أسس فضيلته دار الأزهري لعلوم التراث العربي، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارتها، وهي دار متخصصة في تدريس متون التراث الإسلامي والعربي، وإحياء علوم السلف الصالح بأسلوب معاصر يراعي احتياجات الجيل الجديد. كما أن الشيخ مُجاز في متون اللغة العربية، ومتون الفقه الحنفي، ما يضيف لرسالته العلمية قوةً وأصالةً، ويمنحه أدوات متينة في تصحيح المفاهيم وتعليم العلوم الشرعية على أصولها.
ويؤكد الشيخ محمد صبحي أن رسالته الدعوية تنطلق من منهج الأزهر الشريف، منهج الوسطية والاعتدال والتسامح، وتهدف إلى غرس مكارم الأخلاق لدى الشباب، وبثّ القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة في نفوسهم، مع تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدي للفكر المتطرف دون تشنج أو عنف، وإنما بالحجة والعلم والحوار الهادئ.
ويقدم فضيلته دروسه ومجالسه العلمية في المساجد، ومقار دار الأزهري، ومراكز الشباب، وبيوت وقصور الثقافة الجماهيرية، إيمانًا منه بأهمية الوصول إلى شرائح متعددة من المجتمع، وعدم قصر الدعوة على النخب فقط. كما يوظف الشيخ وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى آلاف المتابعين، حيث يقدم محتوى علميًّا رصينًا يجمع بين العمق والتبسيط، وينقل تراث الأمة إلى الأجيال الجديدة بلغة قريبة من قلوبهم.
ولعل الجانب الأكثر تميزًا في شخصية الشيخ محمد صبحي عياد هو مزجه بين الروح والفكر والجسد؛ إذ إنه لاعب لرياضة الآيكيدو منذ عام 2007، وهي من الفنون القتالية التي تعتمد على الاتزان النفسي والروحي، وقد حقق فيها إنجازًا مميزًا بحصوله على بطولة الجمهورية والميدالية الفضية على ملاعب نادي هليوبوليس الرياضي عام 2012، ما يعكس شخصية متكاملة قادرة على التوازن بين العقل والبدن، والدعوة والعمل، والعبادة والرياضة.
بمثل هذه النماذج الراقية، يستعيد الخطاب الديني بريقه، ويسترد الشباب الثقة في رجال الدعوة، ويعلو صوت العلم والحكمة على ضجيج التشدد والتطرف. فالشيخ محمد صبحي عياد ليس مجرد إمام على المنبر، بل هو قدوة متكاملة في الفكر والسلوك، يقدم الإسلام في صورته الحقيقية: دين رحمة، وعدل، وتهذيب، وتوازن.
وهو بذلك يثبت أن الداعية العصري هو الذي يجمع بين جذور التراث وروح العصر، ويخاطب الناس بلغة قلوبهم، ويخدم وطنه ودينه بخلقٍ كريمٍ وفكرٍ مستنيرٍ.