
—
إلى متى يظل تهميش الخدمات عن قرى ومدن الصعيد؟ بقلم/ إسلام أحمد الديب
هل من المعقول أن ننتظر وقوع كارثة جديدة حتى يتحرك المسؤولون؟
هل ننتظر حادث قطار آخر، أو وفاة مواطن بسبب الإهمال داخل المستشفيات، أو أزمة كبرى تدفعنا للتحرك؟
السؤال الأهم: ماذا ينتظر المسؤول حتى يؤدي عمله الذي وُكِّل إليه؟ على أي أساس يتقاضى راتبه؟ هل من أجل الجلوس في المكتب، أم لخدمة المواطنين الذين منحوه ثقتهم؟ أين مراقبة الله في العمل؟ وأين الضمير؟
في مركز البلينا، ما زالت معاناة الأهالي مستمرة:
مشروع الصرف الصحي لم يكتمل حتى الآن في القرى.
الطرق داخل المركز من أسوأ ما يكون.
مستشفى البلينا المركزي لم تُستكمل أعمال تطويرها رغم الوعود المتكررة.
ماكينات الصراف الآلي (ATM) في برديس قليلة، وما هو موجود منها غالبًا لا يعمل أو خالٍ من الأموال.
مستشفى برديس يعاني من إهمال شديد.
الباعة الجائلون يسيطرون على مدخل كوبري برديس، في مشهد عشوائي يؤثر على المظهر العام، رغم أننا لا نطالب بقطع أرزاقهم بل بتهيئة أماكن مخصصة لهم تحفظ لهم كرامتهم وتنظم الشارع.
يا معالي النائب…
أنت الممثل الشرعي عن الشعب، وصوتهم أمام الحكومة. لماذا لا يكون هناك تقييم ومحاسبة سنوية تُعرض فيها إنجازاتك؟ هل كان العام الماضي أفضل من الذي سبقه؟ وما هي حصيلة أعمالك طوال الدورة البرلمانية؟
إن الصلاحيات الممنوحة لك تتيح لك مساءلة الوزراء أنفسهم، لا مجرد الموظفين الصغار. فأين استجواباتك؟ وأين خطواتك العملية؟
المقعد النيابي أمانة ومسؤولية، وليس وجاهة اجتماعية. وإذا لم تقدّم ما يخدم الناس ويرتقي بمستوى معيشتهم، فالواجب أن تترك المجال لمن هو أقدر على حمل هذه الأمانة.
أهالي الصعيد يستحقون حياة كريمة، وخدمات أساسية تليق بإنسانيتهم. فإلى متى سيظل التهميش هو العنوان؟