مقالات
أخر الأخبار

العماد في الفيزياء رحلة كفاح وتميّز لشاب بدأ النجاح من مقاعد الدراسة إلى القمة.

 

في زمنٍ أصبح فيه التميز عملةً نادرة، يلمع إسم الأستاذ عماد صلاح مكي كواحدٍ من الشباب الملهمين الذين جمعوا بين الشغف بالعلم، وروح الاجتهاد، والتفاني في تحقيق الحلم، حتى صار يُلقب بين أقرانه وطلابه بـ”العماد في الفيزياء” – ليس فقط بسبب تخصصه العلمي، بل لما يحمله من ثقل معرفي وموهبة فريدة في تبسيط العلوم، وتحدي الظروف منذ سنوات الدراسة.

من هو عماد صلاح مكي؟

هو شاب مصري أصيل، وُلد وفي قلبه شغف بالعلم، وحلم بأن يكون له بصمة في حياة كل طالب، حاصل على بكالوريوس العلوم والتربية، قسم الطبيعة والكيمياء، وهو القسم الذي جمع بين دقة الفيزياء وسحر الكيمياء، وكان ساحة لإبداعه وتألقه.

ما يميّز قصته ليس فقط تفوقه العلمي، بل رحلته الاستثنائية التي بدأت من أول يوم له في الكلية، حيث قرر أن تكون دراسته بوابة للعمل والإنتاج، لا مجرد مرحلة دراسية عابرة. يقول عماد: “كنت بشتغل وأنا في الكلية.. كنت بذاكر الصبح، وبدرّس بعد الظهر، وبشتغل بالليل.. ماكانش عندي رفاهية الوقت، لكن كان عندي حلم كبير”.

في وقتٍ كان فيه كثيرون ينتظرون “شهادة التخرج” ليبدأوا حياتهم العملية، كان عماد قد بدأ بالفعل، مستثمرًا وقته ومهاراته في تدريس الفيزياء والكيمياء لطلاب الثانوية العامة. وقد نال حبّ طلابه سريعًا، لما تميز به من بساطة في الشرح، وصبر في التوصيل، وحماس نابع من القلب.

ورغم صعوبة الجمع بين الدراسة والعمل، خاصة في تخصص يتطلب جهدًا ذهنيًا كعلوم الفيزياء والكيمياء، إلا أن عزيمة عماد كانت أقوى من أي تحدٍّ. كان يُذاكر دروسه الجامعية، ثم يشرح لطلابه بطريقة أعمق، مما زاد من فهمه وعمّق مهاراته، حتى صار أستاذًا وهو لا يزال طالبًا.

ما يميزه هو عشقه الحقيقي لمادة الفيزياء، فهو لا يراها مجرد معادلات وأرقام، بل فلسفة تُعلم التفكير المنطقي، وتُحفّز على التأمل في الكون. لذا، لم يكن من الغريب أن يلقبه الجميع بـ”العماد في الفيزياء”، فهذا اللقب لم يكن مجرد شهرة، بل شهادة من الواقع على تميّزه وتأثيره الإيجابي.

وقد إستطاع بفضل طريقته الفريدة في الشرح، أن يحوّل الفيزياء – التي طالما اعتبرها الطلاب مادة معقدة – إلى مادة محببة، مشوّقة، وسهلة الفهم، مما أهّله ليكون اسمًا متداولًا في الأوساط التعليمية، خاصة بين طلاب المرحلة الثانوية.

لم يتوقف طموحه عند حدود الشرح أو التدريس، بل يسعى الآن لتأسيس منصة تعليمية إلكترونية تجمع بين تبسيط المناهج، والتدريب على مهارات التفكير العلمي، بهدف الوصول إلى آلاف الطلاب في مختلف المحافظات. كما يطمح لإكمال دراساته العليا، والتخصص بشكل أعمق في مجال الفيزياء التطبيقية.

وبلقاء خاص معة قائلا : “نفسي أكون سبب في تغيير مفهوم الطلاب عن العلم.. نفسي كل طالب يحس إن الفيزياء مش صعبة، وإنه يقدر يبدع فيها لما يلاقي اللي يفهمه بطريقته هو، مش بطريقة الكتب الجامدة”.

قصة عماد صلاح مكي ليست مجرد قصة شاب ناجح، بل رسالة واضحة لكل شاب يدرس اليوم: أن النجاح لا يحتاج انتظارًا، بل يبدأ من اللحظة التي تؤمن فيها بنفسك، وتتحرك رغم كل الظروف.

عماد لم ينتظر الفرص، بل صنعها. لم يُبالِ بالتحديات، بل استخدمها كوقود للانطلاق. واليوم، يقف كقدوة حقيقية، و”عماد” من أعمدة التعليم الجديد الذي يبني بالعقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى