مقالات
أخر الأخبار

بأسلوب تفاعلي ممتع “داليا رجب” تكتب قصة نجاح في تعليم الإنجليزية للأطفال.

في قلب حي محرم بك العريق بمحافظة الإسكندرية، حيث تلتقي الأزقة بروح المدينة القديمة وتتشابك البيوت بذكريات أجيال، يسطع اسم “داليا رجب” كأحد أبرز الوجوه التعليمية المضيئة في مجال تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال. لم تأتِ شهرتها من فراغ، بل كانت نتاج سنوات من الجهد، والإخلاص، والتفاني في العمل، جعلت منها رمزًا للأمان التعليمي لدى مئات الأمهات، ومصدر إلهام للمعلمات الصاعدات في هذا المجال.

منذ بداياتها، أدركت داليا أن تعليم الأطفال ليس مجرد تلقين معلومات، بل هو فنٌ يحتاج إلى قلب محب، وعقل مبدع، وصبر طويل. اختارت أن تتخصص في مهارات الفونكس والجرامر، وهما من أكثر المجالات التي يعاني منها الأطفال عند بداية تعلم اللغة، وابتكرت أساليبها الخاصة في تقديمهما بطريقة تفاعلية مبسطة، تجمع بين اللعب والتعليم، وتستجيب لاحتياجات الطفل النفسية والمعرفية.

كما أسست كورسات صيفية تحت اسم “الإنقاذ التعليمي”، موجهة للأطفال الذين لم تتح لهم فرصة التعلم الجيد خلال العام الدراسي، أو من فقدوا الثقة في أنفسهم بسبب ضعفهم في اللغة. في هذه الكورسات، لم تكن الحصة مجرد وقت تعليمي، بل كانت تجربة ممتعة تنتهي بابتسامات، ورسائل شكر، ودموع امتنان من الأمهات.

وبلقاء خاص معها أوضحت داليا بإبتسامة دافئة قائلة :

“أكتر حاجة بتسعدني لما حد يقولي: ابني حب الإنجليزي بسببك.”
هذه الجملة البسيطة تختصر فلسفتها في التعليم: صناعة حب التعلم أولاً، ثم تأتي المهارات والدرجات لاحقًا.

لم يقتصر تأثيرها على الفصول الدراسية فقط، بل امتد إلى الفضاء الرقمي، حيث برعت في تقديم محتوى جذاب ومفيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيديوهات قصيرة، نصائح عملية، وأفكار لألعاب تعليمية مبتكرة، كانت كفيلة بأن تجذب انتباه الأمهات، وتمنحهن أدوات تساعدهن على تعليم أبنائهن في البيت. ساهم هذا الوجود الرقمي في تعزيز مكانتها كمصدر موثوق، ليس فقط في محرم بك، بل لدى جمهور واسع خارج حدود الإسكندرية.

ولأنها لا تؤمن بالنظرة التقليدية للتعليم، سعت دومًا لتطوير نفسها ومناهجها، فحصلت على تدريبات دولية في أساليب التعليم الحديثة، وطورت برنامجًا خاصًا للمرحلة التمهيدية يمزج بين الصوتيات، والقصص، والأنشطة الحركية، مما جعل الأطفال يتعلمون دون أن يشعروا أنهم يتلقون “درسًا” بالمعنى القديم.

يصفها أولياء الأمور بأنها “المعلمة التي تدخل القلب فورًا”، لأنها لا تكتفي بتعليم الطفل، بل تهتم بتهذيب سلوكه، وبناء ثقته في نفسه، والتواصل الدائم مع أسرته. ومن هنا أصبحت جلسات داليا التعليمية أشبه ببيئة تربوية متكاملة، يشعر فيها الطفل بالأمان والدعم، بعيدًا عن ضغوط المدرسة التقليدية.

وفي ظل التحديات التي تواجه العملية التعليمية في كثير من المناطق، إستطاعت أن تثبت أن التغيير يبدأ من شخص واحد مؤمن برسالته. لم تنتظر دعمًا من مؤسسات، بل صنعت أثرها بالإيمان، والإبداع، والاتصال الحقيقي مع الناس.

اليوم، لا تُذكر كلمة “فونكس” أو “جرامر” في محرم بك إلا وترتبط باسم داليا. وهي تقول دومًا لتلميذاتها الصغيرات من البنات:
“أنتِ مش بس بتتعلمي إنجليزي، أنتِ بتتعلمي تبقي قوية.”

داليا رجب لم تكن مجرد معلمة، بل كانت ولا تزال قصة أمل حقيقية في قلب الإسكندرية، تؤمن بأن كل طفل يمكنه أن ينجح، إذا وُجد له معلمٌ يؤمن به أولاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى