“بأسلوب مبسط وشهادات معتمدة “صلاح سامي خليل” يبدع في نشر اللغة الألمانية من قلب القاهرة إلى جميع طلاب مصر.

في زمنٍ تتسابق فيه الأجيال نحو تعلم اللغات الأجنبية، يبرز نموذج فريد من نوعه لشاب مصري أثبت أن الشغف بالعلم لا يعرف حدودًا جغرافية، ولا تقف أمامه التحديات. “صلاح سامي خليل”، شاب من أبناء مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، استطاع أن يحفر لنفسه مكانًا مميزًا في عالم تدريس اللغة الألمانية، ويُلهِم طلابه في مختلف المحافظات بأسلوبه البسيط والمبسط، حيث يقدّم محتوى تعليميًا غنيًا ومُتقنًا عبر الإنترنت، ويُدَرّس اللغة الألمانية للمراحل الإعدادية والثانوية على مستوى الجمهورية.
نشأ الأستاذ صلاح في شبين الكوم، المدينة الهادئة التي تخرّج منها العديد من الرموز العلمية والثقافية، وكان منذ صغره شغوفًا بتعلم اللغات الأجنبية، خاصة اللغة الألمانية، التي جذبته بتركيبها الفريد وثقافتها الغنية. بدأ رحلته الجادة في تعلم الألمانية عبر معهد جوته Goethe-Institut، المعهد الثقافي الألماني الأشهر في العالم، حيث اجتاز عدة مستويات، حتى حصل على شهادة المستوى B2، والتي تُعد من أعلى الشهادات المعترف بها دوليًا في إتقان اللغة.
لم يتوقف طموحة عند الدراسة فقط، بل قرر أن يحوّل ما تعلمه إلى رسالة، فبدأ يدرّس الألمانية بنفسه، مستخدمًا أدوات التكنولوجيا الحديثة، ليصل إلى مئات الطلاب في مختلف أنحاء الجمهورية.
يعيش حاليًا في القاهرة، ومنها يُقدم خدماته التعليمية أونلاين لطلاب من مختلف المحافظات. ويعتمد في تدريسه على منصات التواصل الحديثة مثل Zoom وGoogle Meet وTelegram، وغيرها من الوسائل التي قرّبت المسافات بين المعلم والطالب، وجعلت من التعليم تجربة أكثر تفاعلية وسهولة.
وما يميزه ليس فقط إتقانه للغة الألمانية، بل طريقته الخاصة في تبسيط المعلومة وتقديمها بأسلوب سهل يناسب الفئات العمرية المختلفة، خاصة طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، وهي مراحل تحتاج إلى معلم صبور وذكي يراعي تفاوت قدرات الطلبة وظروفهم النفسية والدراسية.
وبلقاء خاص مع أحد طلابه:
“أستاذ صلاح مش بس مدرس.. هو صاحب وأخ كبير. بيشرح ببساطة، وبيخلينا نحب المادة، وبيساعدنا حتى خارج وقت الحصة.”
مع الوقت، ذاع صيتة في الأوساط التعليمية، وبدأ الطلاب يرشّحونه لأصدقائهم وأقاربهم، حتى أصبح من أبرز المدرسين الشباب في مجال تدريس اللغة الألمانية أونلاين. وقد استطاع أن يُكوِّن قاعدة طلابية كبيرة من خلال السمعة الطيبة، والشرح السلس، والمتابعة المستمرة.
كما يحرص على تطوير نفسه باستمرار، سواء من خلال حضور ورش العمل التعليمية أو متابعة أحدث مناهج تدريس اللغة الألمانية على مستوى العالم، ليضمن تقديم تجربة تعليمية تواكب المعايير الدولية.
وفي حديث خاص، صرح قائلاً:
“أنا مؤمن إن التعليم رسالة، مش شغل وخلاص.. وحلمي إن كل طالب في مصر يكون عنده فرصة يتعلم لغة أجنبية باحتراف، حتى لو في قرية بعيدة. الإنترنت خلى العالم مفتوح، ومفيش حاجة اسمها مستحيل. الحمد لله راضي عن اللي وصلت له، وبوعد طلابي إني دايمًا هكون معاهم خطوة بخطوة.”
يحلم الأستاذ صلاح بأن يُطلق قريبًا أكاديميته الإلكترونية الخاصة لتدريس اللغة الألمانية، ويُعدّ حاليًا خطة متكاملة لذلك، تشمل توفير محتوى تفاعلي، واختبارات دورية، وفصول صغيرة لضمان استيعاب كل طالب. كما يطمح في المستقبل إلى التعاون مع المدارس الدولية والمنصات التعليمية الكبرى، ليصل برسالته التعليمية إلى شريحة أوسع.
في زمن تحوّل فيه التعليم إلى تجربة رقمية متكاملة، يثبت صلاح سامي خليل أن الإصرار والنية الصافية والاحتراف يمكن أن يصنعوا فرقًا كبيرًا، وأن الشاب المصري قادر دائمًا على الريادة متى توفرت له الإرادة.