
في قلب العاصمة المصرية القاهرة، حيث تتزاحم الضغوط اليومية وتعلو وتيرة الحياة، تبرز نماذج مضيئة في المجتمع تسعى جاهدة لتقديم الدعم النفسي والعلاج السلوكي لمن يحتاجون إلى الاستقرار والسلام الداخلي. ومن بين تلك النماذج المشرفة، تلمع دكتورة شيماء عطية، باحثة الدكتوراه في التربية، والمتخصصة في مجال الصحة النفسية، التي نجحت في أن تترك بصمة مميزة في حياة الكثيرين من الأفراد والعائلات.
دكتورة شيماء عطية، أخصائية الصحة النفسية وتعديل السلوك، ليست مجرد باحثة أكاديمية تنغمس في الكتب والدراسات، بل هي مثال حقيقي للعطاء العملي والعلمي المتوازن. بدأت مسيرتها بتفوق لافت في مجال التربية، وتخصصت في الصحة النفسية، حيث حصلت على درجة الماجستير بتميز، مما مهد الطريق أمامها لتبدأ رحلة الدكتوراه بثقة وشغف أكبر لفهم النفس البشرية ومساعدة الآخرين على استكشاف دواخلهم.
بلقاء خاص مع الدكتورة شيماء قائلة: “الصحة النفسية ليست ترفًا، بل ضرورة قصوى في زمن تتزايد فيه الضغوط والتحديات. مهمتي كأخصائية ليست فقط تقديم الاستشارات، بل تمكين الأفراد من فهم ذواتهم وتعديل سلوكياتهم ليصبحوا أكثر اتزانًا ورضًا عن أنفسهم”.
وقد عملت في العديد من المؤسسات التعليمية والنفسية داخل مصر، وساهمت في خطط تدريب وتأهيل نفسي شملت فئات مختلفة من المجتمع، من الأطفال والمراهقين إلى الأزواج وكبار السن. تتميز أساليبها العلاجية بالدمج بين الأسس العلمية الحديثة ومهارات التواصل الإنساني الراقي، ما يجعلها محبوبة لدى مرضاها، ومرجعًا مهمًا للباحثين والدارسين في هذا التخصص.
من أبرز اهتماماتها العلمية: اضطرابات القلق، الاكتئاب، الوسواس القهري، صعوبات التعلم، وتعديل السلوك العدواني والانطوائي لدى الأطفال والمراهقين. وقد وضعت بصمتها الخاصة في تصميم برامج إرشادية وعلاجية تتسم بالبساطة والفاعلية، وتعتمد على مبدأ “الفهم أولاً، ثم التغيير”.
وتؤكد أن أحد أهم أدوارها يتمثل في كسر وصمة العار المرتبطة بالعلاج النفسي في المجتمع العربي، إذ تبذل جهدًا كبيرًا في التوعية بأهمية الدعم النفسي المبكر، وتروج لفكرة أن الاستعانة بأخصائي نفسي لا تعني ضعفًا، بل وعيًا وحرصًا على جودة الحياة.
وتقول في إحدى ندواتها التوعوية: “كل شخص يمر بلحظات ضعف، لكن القوي هو من يطلب المساعدة ويعمل على تطوير نفسه. لا عيب في أن نلجأ لأهل التخصص، فالعقل بحاجة للعلاج كما الجسد”.
لا يقتصر دورها على العيادات النفسية، بل تمتد رسالتها عبر ورش عمل ومحاضرات وندوات مجتمعية موجهة لأولياء الأمور والمعلمين والمؤسسات التعليمية، حول كيفية التعامل مع الأبناء، وفهم مراحلهم النفسية المختلفة، واحتوائهم بدلًا من عقابهم، وهو ما يجعلها من الأصوات المؤثرة في مجال التربية الإيجابية.
كما تُعدّ صوتًا نسائيًا قويًا في مجال لا يزال بحاجة إلى مزيد من التمكين، وهي ترى أن دعم المرأة نفسيًا هو حجر الزاوية في بناء أسرة مستقرة ومجتمع متماسك. وتخطط لإطلاق مبادرة خاصة لدعم الأمهات العاملات نفسيًا، من خلال برامج أسبوعية تستهدف مساعدتهن في التوفيق بين الحياة العملية والأسرية.
في ظل هذه المسيرة الملهمة، يترقب المهتمون بعلم النفس الإصدار الأول لكتابها الجديد، الذي يتناول موضوع “العلاقات السامة وأثرها على الصحة النفسية”، وهو مشروع علمي وإنساني تعمل عليه منذ عامين.
إن د. شيماء عطية ليست مجرد باحثة دكتوراه في الصحة النفسية، بل هي سفيرة للوعي، ورسولة للأمل، ومنارة لكل من أظلمت حياته بسبب مشكلات نفسية لم يجد لها مخرجًا.
وفي وطن كـمصر، يحتاج إلى الدعم النفسي الآن أكثر من أي وقت مضى، يشكل وجود شخصيات مثل د. شيماء عطية أمرًا لا يقدر بثمن.