مقالات
أخر الأخبار

مريم أشرف فخري.. أيقونة الكيمياء وملهمة الأجيال بأسلوبها العلمي الإبداعي

ثمانية أعوام من الخبرة والأحترافية والتألق العلمي للدكتورة" مريم أشرف فخري "أيقونة الكيمياء بأسلوبها البسيط المبدع

في زمن تتسارع فيه الخطى نحو التطور العلمي، وتشتد الحاجة إلى معلمين ملهمين قادرين على صنع الفارق في حياة طلابهم، تبرز الدكتورة مريم أشرف فخري كأحد النماذج المضيئة في عالم التعليم، تحديدًا في مجال الكيمياء، الذي لا يزال يُعد من أكثر التخصصات تحديًا وتعقيدًا. لكن معها، تحوّلت الكيمياء إلى قصة حب، وفصول الدراسة إلى واحات إلهام.

حصلت الدكتورة مريم على بكالوريوس العلوم قسم كيمياء من جامعة بنها، وهي إحدى الجامعات المصرية العريقة، وهناك بدأ شغفها الحقيقي بالمادة، ليس فقط كعلم نظري، بل كوسيلة لفهم العالم من حولها وتحليل كل ما هو حي وجامد على حد سواء. تفوّقت في دراستها، وكانت دائمًا من الطالبات اللاتي يُشار إليهن بالبنان، بفضل اجتهادها الدؤوب وشغفها الفطري بالمادة.

لكنها لم تكتفِ بالبكالوريوس، فقد قررت أن تتعمّق أكثر، فالتحقت بدبلومة متخصصة في الكيمياء الحيوية (Biochemistry)، وهو المجال الذي يجمع بين الكيمياء والبيولوجيا، ويفتح آفاقًا واسعة لفهم الجسم البشري وتفاعلاته على المستوى الجزيئي. هذا التخصص منحها بُعدًا علميًا جديدًا، وأضاف إلى رصيدها أدوات متقدمة لفهم الحياة من منظور علمي دقيق.

ومع خبرة تمتد لأكثر من ثماني سنوات في مجال التدريس، إستطاعت أن تنقل هذا العلم الجاف ظاهريًا إلى الطلاب بطريقة مبهرة. عملت كمدرسة كيمياء، ونجحت في تقديم المادة بأسلوب بسيط، ممتع، وملهم، جعل الطلاب يقبلون على المادة التي كانت في السابق مصدر قلق للبعض، بل وأصبحوا يحبونها بفضل طريقتها الفريدة في الشرح.

ما يميز الدكتورة مريم ليس فقط علمها الغزير، بل روحها القريبة من الطلاب، وفهمها العميق لنفسياتهم. كانت دائمًا قريبة من طلابها، تعرف متى يحتاجون إلى دعم، ومتى يجب أن تشعل فيهم شرارة الحماس. لم تكن مجرد مدرسة تُلقي المعلومات، بل كانت قدوة، وأختًا كبرى، ومرشدة حقيقية.

الطلاب يصفونها دائمًا بأنها “أكتر من مدرسة”، فهي تتعامل معهم بحب واحتواء، وتعرف كيف تُبسّط المعقد، وتُشعل الفضول العلمي في عقولهم، حتى في أصعب دروس الكيمياء. كلماتها محفّزة، وصوتها يحمل ثقة، وعينها دائمًا ترى ما هو أبعد من الدرجات والاختبارات، ترى الإنسان أولًا، ثم الطالب.

وخلال سنوات عملها، أثبتت أنها ليست مجرد ناقلة للمعلومة، بل صانعة للعقول. وقد تخرج على يدها طلاب متفوقون، استطاعوا أن يحققوا نتائج مبهرة في الكيمياء، ومنهم من اختار أن يسير على خطاها، ويلتحق بكليات العلوم أو الصيدلة أو الطب، اعترافًا بتأثيرها الإيجابي في مسار حياتهم.

تؤمن الدكتورة مريم أن التعليم رسالة وليس وظيفة، وأن الكيمياء ليست مادة تُدرس فقط، بل مفتاح لفهم الحياة. وهي الآن تواصل تطوير نفسها، وتسعى دائمًا للاطلاع على كل جديد في مجال البيوكيميا وطرق التدريس الحديثة، لتظل دائمًا عند حسن ظن طلابها، وتمنحهم الأفضل.

في زمن كثر فيه الكلام عن تطوير التعليم، تظل نماذج مثل الدكتورة مريم أشرف فخري هي الدليل العملي على أن التطوير الحقيقي يبدأ من معلم مُحبّ لمادته، مؤمن بطلابه، ومخلص في أداء رسالته. هي ليست فقط مدرسة كيمياء ناجحة، بل نموذج يحتذى به في الإنسانية والعلم معًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى