تسلح بالعلم ونجاحة تحقق بالإخلاص والمثابرة في العمل الدكتور “عبدالله يوسف حجاب” الطبيب الذي وهب علمه وصبره ليصبح عنصرًا فاعلًا في تحقيق التنمية الاقتصادية.

من قلب قرية العدلية التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، خرج واحد من أبرز الأسماء في مجال أمراض الدواجن في مصر، الدكتور عبدالله يوسف حجاب، الذي جمع بين العلم العميق والخبرة العملية ليصبح رمزًا للتفوق والتميز في مجاله.
فمنذ بداياته في كلية الطب البيطري بالإسماعيلية، أظهر شغفًا مبكرًا بعلم الفارماكولوجي ودقائقه الدقيقة، فواصل دراسته حتى حصل على ماجستير الفارماكولوجي، واضعًا نصب عينيه هدفًا ساميًا هو تطوير قطاع الدواجن المصري والارتقاء به علميًا وعمليًا.
يُعد الدكتور عبدالله من الكفاءات العلمية المتميزة التي جمعت بين الدراسة الأكاديمية المتعمقة والتطبيق الميداني الدقيق. فقد كرّس سنوات خبرته في تشخيص وعلاج أمراض الدواجن، واضعًا حلولًا علمية مبتكرة للمشكلات التي تواجه المزارع والمربين في مختلف المحافظات.
ولأنه يؤمن بأن الوقاية خير من العلاج، أسّس منظومة متكاملة تهدف إلى رفع كفاءة التشخيص البيطري المبكر، ما ساهم في حماية آلاف القطعان من الأمراض الوبائية التي كانت تهدد الإنتاج وتؤثر على الأمن الغذائي.
ومن أبرز محطاته المهنية، توليه رئاسة مجلس إدارة معامل “تشيك كير” (Check Care)، وهي مجموعة معامل متخصصة في تشخيص أمراض الدواجن، تعتمد على أحدث التقنيات المعملية وأدق وسائل الفحص والتحليل.
إستطاع من خلال هذا المشروع الرائد أن يربط بين البحث العلمي والتطبيق العملي، فحوّل المختبر إلى مركز دعم وإستشارات متكامل يخدم مزارع الدواجن في جميع أنحاء الجمهورية، مقدمًا تقارير دقيقة وتحاليل معتمدة تُسهم في اتخاذ قرارات علاجية صحيحة وسريعة.
تميز أيضًا برؤيته الاستراتيجية لمستقبل صناعة الدواجن في مصر. فهو يرى أن نهضة هذا القطاع تبدأ من الاعتماد على العلم الحديث، وتدريب الكوادر الشابة، وتطبيق أنظمة الأمن الحيوي الصارمة داخل المزارع. ولهذا كان دائم الدعوة إلى التعاون بين الأطباء البيطريين والمربين والمستثمرين، مؤمنًا بأن التكامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن وتحقيق الأمن الغذائي الوطني.
لم يكن الدكتور عبدالله مجرد طبيب بيطري ناجح، بل كان أيضًا قائدًا وإنسانًا قبل كل شيء. فقد اتسم بأسلوبه الهادئ، وحرصه على نقل خبراته لطلابه وزملائه دون تردد. عُرف عنه دعمه المستمر للشباب، ومساندته لكل من يسعى لتطوير نفسه علميًا ومهنيًا، ما جعله يحظى بتقدير واحترام واسع داخل الوسط البيطري وخارجه.
واليوم، يُعتبر أحد الركائز الأساسية في منظومة الطب البيطري بمصر، وأحد الأصوات العلمية التي تحمل رسالة التوعية والإرشاد للمربين والمستثمرين في مجال الدواجن. فهو لا يكتفي بالإشراف على معامل “تشيك كير”، بل يشارك أيضًا في العديد من الندوات واللقاءات العلمية لنشر الوعي بمخاطر الأمراض الوبائية وأهمية التحصين والتغذية السليمة وإدارة المزارع الحديثة.
لقد أثبت أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالمثابرة والإخلاص في العمل، وأن الطبيب البيطري يمكن أن يكون عنصرًا فاعلًا في تحقيق التنمية الاقتصادية إذا ما تسلح بالعلم والإيمان برسالته.
وهكذا يواصل الدكتور عبدالله يوسف حجاب مسيرته بعزم وإصرار، حاملاً راية التطوير والتحديث في عالم الدواجن، ليبقى نموذجًا مشرفًا لأبناء الشرقية، ومثالًا يُحتذى به في الاحتراف، والالتزام، وخدمة الوطن بعلمٍ نافعٍ وجهدٍ صادق.


