تهنئة مُفعمة بالفخر لمسيرة حافلة بالعطاء تنتهي بتكريم مستحق لمعلمة اللغة العربية الأستاذة ” فاطمة محمد مرزوق”

في لحظة مفعمة بالمشاعر والامتنان، تتقدّم أسرة الأستاذة فاطمة محمد مرزوق حسين، معلمة اللغة العربية القديرة، بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة خروجها على المعاش بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني امتدت لعقود من الزمن، كانت خلالها مثالًا يُحتذى به في الإخلاص والتميّز، وبصمة لا تُنسى في قلوب طلابها وزميلاتها في محافظة سوهاج، لا سيما في مدرستها الأثيرة التي قضت بها أطول مدة وهي مدرسة سوهاج الثانوية الفنية بنات.
وُلدت الأستاذة فاطمة على أرض سوهاج العريقة، ونشأت على حب اللغة العربية وعلومها، فاختارت أن تسلك درب التعليم، رسالة الأنبياء، لتغرس في أذهان الطالبات جمال اللغة وروحها، وتُشعل في قلوبهنّ نور المعرفة والانتماء. لم تكن مجرد معلمة تشرح المناهج، بل كانت أمًّا ثانية، ومربية واعية، ورفيقة درب لطالباتها، تزرع الأمل وتُحسن الإصغاء وتوجّه بحكمة.
عرفها الجميع بابتسامتها الهادئة، وأسلوبها الراقي في التعامل، وشخصيتها التي جمعت بين الحزم والرحمة. لم تبخل بوقتها ولا جهدها، وكانت دائمًا في الصفوف الأولى حين يُطلب العطاء، فاستحقت محبة الجميع واحترامهم، وها هي اليوم تودّع سبورتها وسبورت طالباتها وسبورة زميلاتها وقلوبهن ممتلئة بالدعاء والعرفان.
وبهذه المناسبة السعيدة، تتقدم الأسرة بأجمل الكلمات، وعلى رأسهم زوجها الأستاذ صلاح عشري، الذي كان هو الآخر من رواد التعليم الفني في سوهاج، حيث عمل رئيسًا لقسم السيارات في مدرسة سوهاج الثانوية الميكانيكية بنين، قبل أن يُحال إلى التقاعد، وقد كانت رحلتهما سويًا مثالًا على الشراكة في القيم والمبادئ والتفاني في العمل والبيت.
كما يشارك أبناءها الأربعة هذه اللحظة الفارقة بكل فخر وسعادة، مؤكدين أن ما حققوه من نجاح في حياتهم هو بفضل تضحياتها وتربيتها الصالحة ودعواتها التي لم تنقطع:
1)الابن الأكبر، الأستاذ محمد صلاح، يعمل معلم أول رياضيات للمرحلة الثانوية، وهو الذي ورث عنها حب التعليم والحرص على التأثير الإيجابي في الأجيال.
2)الأستاذ وليد صلاح، خريج كلية الخدمة الاجتماعية، يسير على نهج أمه في تقديم الخير وخدمة الناس.
3)الدكتورة منار صلاح، خريجة كلية العلوم، وتعمل Senior Medical Representative بإحدى الشركات الكبرى، وتشهد لها أماكن العمل بالكفاءة والخلق الحسن.
4)الأستاذ مصطفى صلاح، خريج كلية التجارة، ويعمل محاسبًا في إحدى الشركات الكبرى في المملكة العربية السعودية، ويفتخر دومًا بأصوله وتربيته التي غرستها فيه أمه.
في كلمات مؤثرة، عبّر الأب صلاح عشري عن مشاعره قائلًا:
“اليوم أُهَنّئ شريكة عمري، رفيقة الطريق، التي لم تدّخر جهدًا في بيتها ولا مدرستها، وأقول لها: جزاكِ الله عنّا خير الجزاء، وبارك لكِ في صحتك وعافيتك، وجعل تقاعدك بداية مرحلة جديدة مليئة بالراحة والرضا.”
ويقول الأستاذ محمد صلاح:
“أمي الغالية، كنتِ النور الذي نهتدي به، والسند الذي لا يميل، شكرًا لأنكِ كنتِ معلمة عظيمة، وأمًّا أروع، ومثالًا نفاخر به الدنيا.”
وفي الختام، فإن خروج الأستاذة فاطمة محمد مرزوق حسين على المعاش لا يعني نهاية عطائها، بل هو بداية لصفحة جديدة تستحق فيها كل لحظة راحة وطمأنينة، بعد سنواتٍ من التعب والعمل المخلص. تهنئة من القلب لكِ يا أمنا الغالية، ويا معلمتنا الفاضلة، على هذا الإنجاز الكبير، ونسأل الله أن يبارك في عمركِ ويجعل ما قدمتِه في ميزان حسناتك.