حوّلت تجربتها الخاصة إلى رسالة أمل وطاقة إيجابية تعبر الحدود في كل مكان”عبير عبد الرحمن” مثالًا ملهمًا للإنسان الذي يضع العلم في خدمة الإنسان.

من قلب القاهرة، تخرجت “عبير عبد الرحمن “كمهندسة إتصالات من جامعة القاهرة، تحمل حلمًا علميًا راسخًا ودقة منهجية إكتسبتها من دراستها الهندسية. لكنها لم تتوقف عند حدود الأجهزة والأسلاك والمعادلات الرياضية، بل قررت أن تدخل إلى أعماق النفس الإنسانية، لتصبح واحدة من أبرز الأسماء في مجال اللايف كوتشينج في مصر والعالم العربي، معتمدة على رؤية تجمع بين العلم والخبرة والروح.
فقد حصلت على شهادة مدرب محترف معتمد (PCC) من الاتحاد الدولي للكوتشينج ICF، وهي درجة مرموقة تؤكد مكانتها بين المدربين المعتمدين عالميًا. ولم تكتفِ بذلك، بل سعت لتعميق أدواتها بتخصصات دقيقة في علم النفس الإيجابي، حيث درست وحصلت على شهادة Positive Psychology Coaching، مما أتاح لها أن تساعد الأفراد على استكشاف نقاط قوتهم وبناء حياة أكثر اتزانًا وسعادة.
ومع إدراكها العميق لتأثير الصدمات على حياة الإنسان، التحقت عبير ببرنامج Post Traumatic Growth Mentor لتصبح قادرة على مرافقة عملائها في رحلة تجاوز التجارب الصعبة، وتحويلها إلى فرص للنمو والنضج. كما توسعت في مجال العلاج الجسدي والعصبي عبر دراسة برنامج Somatic & Neuro-Healing Practitioner، وهو من أحدث الاتجاهات العلمية التي تدمج بين الجسد والعقل في عمليات الشفاء وإعادة التوازن.
ولأنها تؤمن أن الهوية الحقيقية للإنسان ترتكز أيضًا على جذوره الروحية والثقافية، حصلت على بكالوريوس في دراسة القرآن وعلومه، ليكون لها رصيد معرفي وروحي عميق يعزز من رسالتها الإنسانية. هذا التنوع الفريد بين الهندسة والعلوم النفسية والروحية جعل من عبير نموذجًا مختلفًا لمدربة حياة قادرة على التواصل مع عقل وروح الإنسان في آن واحد.
خلال ست سنوات من الخبرة العملية، قدمت ما يزيد على ١٣٠٠ ساعة من الجلسات الفردية (One to One Sessions)، عملت فيها مع مختلف الفئات من الشباب والنساء والرجال، محققة أثرًا ملموسًا في حياة من تعاملوا معها. وفي كل جلسة، كانت تضع أمام عينيها هدفًا واحدًا: مساعدة الشخص على أن يرى ذاته بشكل أوضح، وأن يتحرر من العوائق الداخلية ليخطو خطوات واثقة نحو مستقبله.
وبلقاء خاص معها أكدت أن اللايف كوتشينج ليس مجرد نصائح أو كلمات تشجيع، بل هو علم له أدواته ومنهجيته، يعتمد على الإصغاء العميق وطرح الأسئلة التي تفتح الأبواب المغلقة داخل الإنسان. ومن خلال الجمع بين المعرفة الأكاديمية والتدريب العملي، استطاعت أن تبني لنفسها أسلوبًا خاصًا يمزج بين المنهج العلمي واللمسة الإنسانية الدافئة.
رحلتها تحمل رسائل أمل للشباب الذين يبحثون عن طريق مختلف في الحياة. فهي تقدم نموذجًا للمرأة المصرية التي لم تكتفِ بتخصص أكاديمي تقليدي، بل انطلقت لتصنع لنفسها مسارًا جديدًا في عالم التنمية البشرية والكوتشينج، مسارًا يوازن بين العقل والعاطفة، وبين التقدم العلمي والوعي الروحي.
واليوم، يُنظر إلى عبير عبد الرحمن كواحدة من الأصوات الملهمة في مجال التدريب، حيث تشارك بخبراتها في ورش عمل ومحاضرات، إلى جانب الجلسات الفردية التي تمثل قلب عملها. وتطمح في المرحلة المقبلة إلى توسيع دائرة تأثيرها عبر برامج تدريبية متخصصة تستهدف نشر ثقافة الكوتشينج في المجتمع العربي، وتعزيز قدرات الأفراد على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية.
إن قصتها ليست مجرد سيرة ذاتية لمهندسة تحولت إلى لايف كوتش، بل هي شهادة على أن الشغف والمعرفة قادران على تغيير المسار وفتح آفاق جديدة للحياة. فهي تؤمن أن كل إنسان يحمل داخله بذور القوة والنجاح، وما يحتاجه فقط هو من يساعده على أن يكتشفها ويرعاها حتى تزهر.
وبهذا، تظل عبير عبد الرحمن مثالًا ملهمًا للإنسان الذي يضع العلم في خدمة الإنسان، ويحوّل تجربته الخاصة إلى رسالة أمل وطاقة إيجابية تعبر الحدود وتلهم الآخرين في كل مكان.
https://www.facebook.com/AALifeCoach
https://instagram.com/abeerabdelrahman