دكتور أحمد صلاح الساهي قصة نجاح ورحلة علم ونور من ميت غمر إلى قلوب طلاب الثانوية العامة.

في قلب مدينة ميت غمر بزغ نجم علمي لامع أضاء درب آلاف الطلاب، وارتقى بمنصة التميز في الفيزياء، إنه الدكتور أحمد صلاح الساهي، الشهير بـ “دكتور الساهي”، مدرس مساعد بكلية الهندسة، وأحد أبرز معلمي الفيزياء للثانوية العامة (عربي ولغات) في مصر.
ولد الدكتور الساهي في بيئة تقدّر العلم وتحتفي بالتفوق، فنشأ محباً للمعرفة، عاشقاً للتجريب والتحليل، مولعاً بسبر أغوار الطبيعة وقوانينها. لم يكن مجرّد طالب متفوق، بل كان مشروع عالِم ومعلّم منذ الصغر، يحمل شغفاً لا ينطفئ للفيزياء، وميلًا فطريًا لتبسيط المعلومة ونقلها بسلاسة وصدق.
التحق بكلية الهندسة، وواصل فيها دراسته حتى حصل على درجة الماجستير، ثم شقّ طريقه الأكاديمي ليصبح مدرسًا مساعدًا بكلية الهندسة، حيث يزاوج بين صرامة البحث العلمي ومتعة التدريس، مؤمنًا بأن أرقى صور العطاء هي أن تمنح من علمك ما ينير دروب الآخرين.
لكن شهرة الدكتور الساهي الحقيقية لم تأتِ فقط من منصبه الجامعي، بل من تأثيره الكبير في مجال التعليم الثانوي، حيث تخصص في تدريس مادة الفيزياء للثانوية العامة، بنظاميها العربي واللغات. واستطاع بأسلوبه المتميز أن يغيّر الصورة الذهنية المرتبطة بصعوبة المادة، فحوّل المعادلات الجافة إلى قصص، والنظريات المعقدة إلى مفاتيح لفهم الكون.
أسلوبه التعليمي يعتمد على ثلاثية ذهبية: التبسيط، التحفيز، والإبداع. فهو لا يكتفي بشرح الدروس، بل يربطها بالواقع، ويضرب الأمثلة من الحياة اليومية، ويستخدم تقنيات تفاعلية تجعل الحصة رحلة ممتعة لا تُنسى. طلابه يصفونه بأنه “الفنان الذي يرسم الفيزياء على السبورة”، و”الصديق الذي يفهم عقل الطالب ويتحدث بلغته”.
ولأن الرسالة لا تُحصر في جدران الفصول، أطلق الدكتور الساهي قناته التعليمية على يوتيوب، والتي سرعان ما لاقت رواجًا واسعًا بين طلاب مصر والدول العربية. لكن المميز في قناته لا يقتصر فقط على دروس الفيزياء، بل يتمثل في فقرة مبتكرة بعنوان “حكايات الأوائل”، حيث يستضيف من خلالها أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، ويعرض تجاربهم وكواليس تفوقهم، وينقل من أفواههم نصائح ذهبية للطلاب المقبلين على الامتحانات.
هذه الحكايات أصبحت مصدر إلهام للآلاف، لأنها تُظهر أن التفوق ليس حكرًا على فئة بعينها، بل هو ثمرة اجتهاد وتخطيط، وصبر ومثابرة. استطاع الساهي أن يقدّم نموذجًا جديدًا من المحتوى التعليمي الإنساني، الذي لا يعلّم فقط، بل يُلهم ويُحفّز ويزرع الأمل.
يقول دكتور الساهي في أحد فيديوهاته: “أنا مؤمن إن كل طالب جواه بطل، محتاج بس حد يآمن بيه، ويديله الطريق، وأنا دوري أوصل الطلبة للطريق ده”. وهذا ما يفعله بكل أمانة وإخلاص، حيث يتحول في قناته إلى أبٍ تربوي، ومعلّم قدوة، ورفيق صادق في رحلة التفوق.
اليوم، صار اسم “دكتور الساهي” علامة مسجلة في عقول وقلوب الطلاب، بل وأصبح مرجعًا لكل من يطمح في فهم الفيزياء بعمق وسهولة. وهو لا يتوقف عند حدود المألوف، بل يسعى دائمًا للتطوير، سواء من خلال المحتوى أو أدوات الشرح، أو فتح نوافذ تواصل مع طلابه لتقديم الدعم الأكاديمي والنفسي.
دكتور أحمد صلاح الساهي ليس مجرد معلّم فيزياء، بل هو قصة نجاح مُلهمة، ورسالة حيّة أن التعليم رسالة مقدسة، وأن من يحملها بإخلاص، يُخلد اسمه في وجدان أجيال.