رجل بألف رجل ” عادل الخياط” علامة فارقة لمسيرة عملية وعلمية مميزة، جمعت بين العمل الجاد والدراسة والطموح بلا حدود.

في زمن يبحث فيه الشباب عن القدوة الحقيقية والنماذج الملهمة، يطل علينا إسم لامع في مسيرة الكفاح والنجاح، هو عادل محمود مصطفى، الشهير بـ عادل الخياط. لقب ارتبط بعائلته ومهنته الأولى، لكنه سرعان ما أصبح علامة فارقة لمسيرة عملية وعلمية مميزة، جمعت بين العمل الجاد والدراسة والطموح بلا حدود.
بدأت قصته منذ نعومة أظافره، حين نشأ في بيت عُرف بمهنة الخياطة، فاختار أن يحمل اللقب بفخر، لكن بروح مختلفة، إذ جمع بين العمل التجاري والخبرة الحياتية منذ صغره. ورغم أنه لم يكن قد تجاوز مرحلة الثانوية العامة، فإنه خاض تجربة التجارة إلى جانب الخياطة، وهو ما منحه خبرة مبكرة في إدارة المال وفهم السوق.
مع مرور السنوات، التحق بكلية الزراعة، وتخصص في إصلاح الأراضي الزراعية، ليبدأ مسيرة علمية جديدة تفتح أمامه أبواب المستقبل. لم يكتف بالدراسة الجامعية، بل اختار أن يكون صاحب رسالة تعليمية، فبدأ في تدريس مادتي الأحياء والجيولوجيا لطلاب اللغات. ومن خلال شغفه بالشرح المبسط والقدرة على ربط العلم بالحياة اليومية، أصبح اسمه مألوفًا بين طلاب المرحلة الثانوية.
اللافت في مسيرته أنه لم ينتظر سنوات طويلة ليحقق النجاح المالي، بل نجح قبل أن يتم عامه العشرين في بناء ثروة صغيرة بجهده، استثمرها بذكاء في العقار والذهب. لم يتوقف عند ذلك، بل اتجه إلى سوق الأسهم واشترى حصصًا في شركات كبرى مثل طلعت مصطفى والسويدي، ما أتاح له خبرة مبكرة في عالم البورصة والاستثمار.
ومع ازدياد خبراته وتنوع مصادر دخله، أسس منصة خاصة به، ووسع نشاطه ليصبح صاحب أكثر من مزرعة موزعة على أماكن مختلفة في مصر. كما شارك في تأسيس شركات متعددة، ما جعله يجمع بين خبرة الزراعة والتجارة والتعليم في وقت واحد. هذه القدرة على إدارة أكثر من مجال باحترافية جعلته نموذجًا للشباب العصامي.
ولم يغفل جانب التطوير العلمي، إذ حصل على كورسات متقدمة وأكمل دراسات عليا في كلية العلوم، ساعيًا دائمًا إلى تطوير نفسه وتوسيع مداركه. واليوم، يعمل بكل جد على مشروعات دراسات الجدوى، ويضع نصب عينيه أن يكون جزءًا من نهضة اقتصادية قائمة على التخطيط والاستدامة.
أبرز ما يميز شخصية عادل الخياط هو وضوح هدفه المستقبلي. فهو يطمح أن يكون المدرس رقم واحد في مصر في مادتي الأحياء والجيولوجيا، إيمانًا منه بأن التعليم هو البوابة الحقيقية للتغيير. كما يحلم بتنفيذ مشروع للتنمية المستدامة في مصر، انطلاقًا من كونها أرضًا زراعية غنية بالموارد، ويرى أن هذا المشروع سيكون سببًا في الخير والنماء للأجيال القادمة.
فهو نموذج للشاب الذي لا يعرف الكسل، إذ يبدأ يومه منذ السابعة صباحًا ويستمر في العمل حتى العاشرة مساءً، متنقلاً بين التدريس، وإدارة مشروعاته الزراعية، ومتابعة استثماراته. وبرغم ضغوط الحياة، إلا أن حب العمل يظل هو سر طاقته المتجددة.
إن قصة عادل الخياط تلخص في سطورها معاني الكفاح والإصرار، فهي قصة شاب بدأ من مهنة عائلية بسيطة، ليشق طريقه نحو التعليم العالي، الاستثمار، ريادة الأعمال، والزراعة، جامعًا بين العلم والمال والعمل. قصة تؤكد أن الطموح لا يعرف حدودًا، وأن مصر مليئة بشباب قادرين على تحويل أحلامهم إلى واقع ملموس.
ولعل الرسالة الأهم من مسيرة عادل أن النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة اجتهاد، وتخطيط، وإيمان بأن المستقبل ملك لمن يعمل من أجله.