مقالات
أخر الأخبار

حين يقودك الصوت الداخلي لاكتشاف ذاتك والعثور على ما يميزك “سمر خليل” من أم وزوجة إلى صانعة حكاية تحقيق الشغف.

الحياة ليست دائماً طريقاً واضح المعالم؛ أحياناً نحتاج إلى البحث، المحاولة، والفشل لنكتشف أنفسنا. سمر خليل، خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، تعيش قصة ملهمة تكشف كيف يمكن للتحديات الشخصية أن تقود إلى اكتشاف الذات وتحقيق الشغف.

بعد تخرجها، خاضت تجربة العمل لمدة أربعة أشهر. ومع ذلك، لم تجد الراحة في التعامل مع العالم الخارجي، وشعرت أن هذا العالم لا يناسب طبيعتها. اختارت البقاء في المنزل، في منطقة الراحة الخاصة بها (Comfort Zone)، حيث يمكنها التحكم في علاقاتها والتفاعل فقط مع الأشخاص الذين تختارهم بعناية.

لكن، رغم هذه الراحة الظاهرية، كانت سمر تعاني من صوت داخلي يُزعجها باستمرار، يُلقي عليها الأسئلة الصعبة: “ما هي قيمتك؟” و”ما العمل المفيد الذي تقدمينه في حياتك؟”. شعرت بالإحباط والخنق رغم كونها زوجة وأم تتحمل مسؤوليات أسرتها بحب واهتمام.

بدأت سمر في مواجهة هذا الصوت الداخلي الذي يدفعها للبحث عن شيء يضيف قيمة إلى حياتها. بحثت في اهتماماتها القديمة علّها تجد شغفاً يمكنها تطويره. جربت صناعة الإكسسوارات، لكنها لم تشعر بالارتياح للاستمرار. ثم عادت إلى حب الطفولة: الرسم والتلوين. التحقت بكورس وحققت نتائج جيدة، لكنها أيضاً لم تجد فيه ما يرضي شغفها.

ورغم الإحباط، هدأ الصوت الداخلي قليلاً، وكأنه يراقب محاولاتها ويقدر جهدها في البحث عن ذاتها.

النقطة الفاصلة: التعمق في الذات والعلاقات

في مرحلة البحث، اتجهت لتطوير نفسها كأم وزوجة. التحقت بكورس عن التربية الإيجابية مع الكوتش سارة سيف، وكان لهذا الكورس تأثير عميق على وعيها. بدأت تكتشف عمق العلاقات ودورها في تحسين الحياة. قرأت كتاب “سر سندريلا” للكاتبة هبة السواح، والذي شعرت به بعمق وكأنه يلامس قلبها.

بدأت بالتعرف على مجال الكوتشينج (التدريب الشخصي)، وهو عالم يفتح آفاقاً جديدة للتواصل وفهم الذات. خلال بحثها، اكتشفت أن للكوتشينج عدة تخصصات. وفي إحدى المكالمات للتعرف على هذه التخصصات، شعرت بأن العلاقات هي شغفها الحقيقي.

لطالما كانت سمر مهتمة بالعلاقات. كانت تتأملها في الواقع وفي الأفلام التي طالما جذبتها قصص الحب فيها، لدرجة أنها كانت تشعر بالحزن إذا انتهت قصة حب بشكل مؤلم. هذا الشغف دفعها إلى حضور ورشة مع الكوتش حسام الغروري، حيث شعرت بأنها وجدت الاتجاه الذي تبحث عنه.

وقدمت بعدها في برنامج تدريب الكوتشينج في أكاديمية Intellect. خلال الكورس، شعرت بتغير جذري في شخصيتها. بدأت ترى نفسها بصورة مختلفة، تكتشف إمكاناتها، وتدرك قوتها. كان التغيير واضحاً لدرجة أنها عندما شاهدت فيديوهاتها أثناء التدريب، بالكاد كانت تتعرف على نفسها.

أنهت الكورس بشعور قوي بالإنجاز، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد. رغبتها في مساعدة الآخرين لم تخفت بل ازدادت. اكتشفت أن رسالتها الحقيقية تكمن في مساعدة الناس على تحسين علاقاتهم وفهم أنفسهم بشكل أعمق.

قصة سمر خليل ليست مجرد رحلة شخصية، بل هي رسالة ملهمة لكل امرأة تبحث عن ذاتها وسط ضغوط الحياة اليومية. تقول سمر: “قد يبدو الطريق غامضاً ومليئاً بالعثرات، لكن المحاولات المستمرة والإصغاء لصوتك الداخلي هما مفتاح العثور على ما يميزك.”

إن تجربة سمر تؤكد أن لكل شخص قيمة، وأن رحلة البحث عن الذات قد تكون طويلة، لكنها تستحق الجهد اليوم، تمثل سمر نموذجاً مشرقاً للإصرار على تحقيق الذات ومساعدة الآخرين، وهي تستعد لبداية جديدة مليئة بالشغف والإلهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى