رحلة تسع سنوات من الحلم إلى الإنجاز بقيادة الدكتورة “منال حمزة” الطبيبة التي صنعت صرحًا بيطريًا فريدًا في قلب الشرقية
في قلب محافظة الشرقية، سُطّرت قصة نجاح مميزة بدأت بحلم صغير لطبيبة بيطرية شغوفة، لتحول هذا الحلم إلى أول وأكبر صرح بيطري متكامل بالمحافظة. الدكتورة منال ممدوح حمزة، خريجة كلية الطب البيطري بجامعة الزقازيق دفعة 2012، لم تكن طبيبة بيطرية عادية، بل كانت مؤمنة بأن كل كائن حي يستحق الرعاية والاهتمام، ولهذا وضعت نصب عينيها هدفًا واضحًا: تأسيس منظومة بيطرية متكاملة تهتم بصحة وسلامة الحيوانات الأليفة بمحافظتها.
البداية كانت في عام 2016، عندما أطلقت الدكتورة منال أول عيادة بيطرية مجهزة في الشرقية، لتقديم خدمات التشخيص والعلاج والرعاية الطبية للحيوانات الأليفة. لم تكن مجرد عيادة، بل كانت نواة حقيقية لتغيير ثقافة الرعاية البيطرية في المنطقة.
وفي 2017، جاء أول تطوير كبير للعيادة بإدخال أحدث أجهزة السونار لتشخيص الحمل والأمراض بدقة، وتقديم متابعة طبية دقيقة لصحة الحيوانات. أما في 2019، فقد توسعت العيادة وانتقلت إلى مقر أكبر، وأصبحت أول وأكبر مركز بيطري على مساحة دورين، بفضل فريق طبي متكامل يعمل على مدار 12 ساعة يوميًا. ولأول مرة، تم إدخال نظام الإقامة الفندقية المتكاملة للقطط والكلاب داخل الشرقية، مع متابعة طبية يومية دقيقة.
وتم إطلاق صفحة “مستشفى بيتس هاوس” على فيسبوك، والتي لم يُعلن عنها رسميًا في البداية، لكنها جذبت الكثير من المهتمين، الذين تابعوا تطورات الحلم والطموح حتى أصبح حقيقة ملموسة.
في 2020، أطلقت المستشفى نظامًا إلكترونيًا متطورًا لمتابعة تطعيمات ومواعيد الحيوانات الأليفة، حيث يُرسل النظام تذكيرات تلقائية إلى أرقام أصحاب الحيوانات، لضمان الرعاية المستمرة على مدار 24 ساعة، مما وفر تجربة حديثة ومريحة للعملاء.
وبعد غياب استمر 5 سنوات عن الإعلان الرسمي، عادت مستشفى بيتس هاوس في 2025 بمفاجأة كبرى: افتتاح أول وأكبر مستشفى بيطري مجهز في الشرقية، خطوة طال انتظارها، لكن الإعداد لها كان يستحق كل لحظة. المستشفى الجديدة جاءت لتكون على قدر الحلم، بل وتفوقت عليه.
بيتس هاوس الآن توفر:
1. أحدث أجهزة الأشعة الديجيتال (X-Ray) لتشخيص أدق لحالات الكسور، وابتلاع الأجسام الغريبة، ومشاكل الجهاز الهضمي والتنفس والرئة والقلب.
2. أحدث أجهزة التخدير بالاستنشاق للحالات الحرجة التي يصعب تخديرها بالطريقة التقليدية، مما رفع مستوى الأمان أثناء الجراحات.
3. أجهزة المونيتور الحديثة لمراقبة ضغط الدم، ونبض القلب، والتنفس، ونسبة الأكسجين، ودرجة الحرارة، ورسم القلب أثناء العمليات.
4. فريق طبي مدرب على أعلى مستوى في استخدام هذه الأجهزة والتعامل مع مختلف الحالات البيطرية بكفاءة واحترافية.
ولم تكتفِ المستشفى بالخدمات الطبية فقط، بل طورت قسم التجميل (الجرومينج والشاور الطبي) بإشراف متخصصين، ووسّعت قسم PetShop لتلبية كافة احتياجات اليفك تحت سقف واحد.
ولحل مشكلة الزحام والانتظار، تم تجهيز أكثر من عيادة داخلية بعدة أطباء، لاستقبال أكبر عدد من الحالات في وقت واحد دون تأخير.
واليوم، وبكل فخر وثقة، نؤكد أن مستشفى بيتس هاوس البيطرية هي أول وأكبر مستشفى بيطري مجهز بمحافظة الشرقية منذ عام 2016 وحتى اليوم.
تقول الدكتورة منال: “كنت أحلم دائمًا بكيان يخدم الحيوان ككائن له قيمة وحقوق، وليس فقط كوسيلة إنتاج أو زينة، وكنت أؤمن أن الشرقية تستحق منشأة طبية تليق بمكانتها، وتقدم الرعاية البيطرية بمعايير عالمية، ولهذا أسست المستشفى، وأعمل كل يوم على تطويره وتوسيعه.”
ولم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل جاء نتيجة سنوات من العمل الدؤوب، والمتابعة المستمرة لكل جديد في عالم الطب البيطري. فقد اهتمت الدكتورة منال طوال مسيرتها بمتابعة أحدث البروتوكولات الطبية في علاج الأمراض، والاهتمام بتفاصيل الرعاية السليمة للحيوانات، كما أولت أهمية كبرى لتدريب طاقم العمل وتأهيلهم بشكل علمي وعملي مستمر.
كما أن حضورها النشط داخل مديرية الطب البيطري يضيف لها ثقلاً رسميًا، حيث شاركت في حملات التحصين القومية، وجهود مكافحة الأمراض المشتركة، والتوعية المجتمعية، مؤكدة بذلك دور الطبيب البيطري كعنصر أساسي في منظومة الصحة العامة، وليس فقط كمعالج للحيوانات.
اليوم، تُعد الدكتورة منال ممدوح حمزة قدوة حقيقية لكل من يحلم بالنجاح في مجاله، خاصة من الشابات الطامحات إلى تحقيق أحلامهن وسط تحديات كثيرة. لقد أثبتت أن الإصرار والمعرفة يمكن أن يصنعا فرقًا، ليس فقط في حياة الفرد، بل في حياة مجتمع كامل.
إن مسيرتها تمثل قصة نجاح ملهمة تنبض بالإرادة والطموح، وتُظهر لنا كيف يمكن لفكرة صغيرة –كعيادة بيطرية– أن تتحول إلى صرح طبي يخدم الآلاف، ويضع محافظة كاملة على خريطة التميز البيطري في مصر.
