سارة حسين.. رحلة امرأة ملهمة من شغف القراءة إلى لايف كوتش تُغير الحياة بالكلمة والإنصات
كلمتها غيرت مصائر وإستماعها أنقذ الكثيرين "سارة حسين" رحلة امرأة ملهمة تحولت من قارئة شغوفة إلى لايف كوتش معتمد يغير حياة الآخرين.

في عالم يضج بالصراعات اليومية والضغوط النفسية، برزت أسماء كثيرة حاولت أن تكون طوق نجاة للآخرين، لكن القليل فقط من استطاع أن يحدث تأثيرًا حقيقيًا، ومن بين هؤلاء برز إسم سارة حسين، اللايف كوتش المعتمد، التي آمنت أن رسالتها في الحياة هي أن تترك أثرًا طيبًا في قلوب من حولها، سواء في حياتها أو حتى بعد رحيلها.
وُلدت سارة حسين ونشأت على قيم الحب والعطاء، وتخرجت من كلية التجارة، متزوجة وأم لثلاثة أطفال، لكن رغم مسؤولياتها الأسرية الكثيرة، لم تتخلَ عن حلمها في أن تكون داعمًا نفسيًا ومعنويًا لكل من يحتاج إلى كلمة طيبة، أو توجيه صادق، أو يد تنتشله من الضعف إلى القوة.
بلقاء خاص معها صرحت سارة قائلة : “منذ صغري كنت أشعر بسعادة غامرة كلما قدمت يد المساعدة لأحد، كان داخلي شيء يدفعني للقراءة في علم النفس، رغم أن دراستي الجامعية لم تكن في هذا التخصص، لكن شغفي بالإنسان ومشاعره كان أقوى من أي شيء آخر.”
انطلقت سارة في رحلة تعلم ذاتي طويلة، بدأت بقراءة كتب علم النفس، ومراجع التنمية البشرية، وتعمقت في فهم العلاقات الإنسانية والاحتياجات النفسية التي تدفع البشر للسلوك والتصرف. لم تكتفِ بالقراءة فقط، بل التحقت بالعديد من الكورسات المعتمدة في الإرشاد النفسي والأسري، وواصلت دراستها في كل ما يخص التنمية الذاتية وإدارة الضغوط، وطرق حل النزاعات الأسرية، والتعامل مع الأزمات.
ثم جاءت نقطة التحول الحقيقية عندما حصلت على شهادة لايف كوتش معتمد، لتنتقل من مرحلة التعلُّم إلى مرحلة التأثير، وبدأت في ممارسة مهنتها باحتراف، تساعد الأشخاص على اكتشاف أنفسهم، وتصحيح مساراتهم، وتحقيق توازنهم النفسي والأسري.
وخلال سنوات قليلة، استطاعت أن تلمس حياة الكثيرين، وتكون سببًا في تغيرات حقيقية في سلوكهم وتفكيرهم وحتى قراراتهم المصيرية. تلقت عشرات رسائل الشكر من أشخاص كانوا يعانون من فقدان الثقة بالنفس، أو التفكك الأسري، أو الشعور بالتيه، ثم استطاعوا – من خلال جلساتها – أن يعيدوا بناء أنفسهم من جديد.
واحدة من أبرز قصص النجاح التي تحكيها سارة، هي لسيدة كانت تعاني من عزلة نفسية بعد الطلاق، وتعيش حالة من الاكتئاب الحاد، وتفكر في إنهاء حياتها. تقول سارة: “بدأنا بخطوات صغيرة، تعلمت كيف تحب ذاتها، وكيف تتقبل ماضيها دون جلد، وكيف تبدأ بداية جديدة. وبعد عام، أصبحت تلك السيدة شخصًا مختلفًا تمامًا، وبدأت بدورها في مساعدة الآخرين.”
الجميل في قصتها أنها لم تجعل من أمومتها أو مسؤولياتها الأسرية عائقًا أمام شغفها، بل كانت تعتبر أسرتها مصدر قوتها ودافعها للاستمرار. وتحرص دائمًا على أن تكون نموذجًا حيًا لأطفالها في المثابرة والإصرار على النجاح.
وتؤكد سارة: “رسالتي في الحياة هي أن أترك أثرًا طيبًا. لا أريد أن أكون مجرد اسم في سجل الوجود، بل روحًا ساعدت، وابتسامة حفرت الأمل، وكلمة غيرت مجرى حياة.”
اليوم، تنشط سارة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنظم جلسات فردية وجماعية، وتقدم ورش عمل وندوات عن العلاقات الأسرية، وتطوير الذات، ورفع الثقة بالنفس. ويزداد متابعيها يومًا بعد يوم، لأنهم وجدوا فيها صوت العقل، وحنان القلب، وصدق النية.
رحلة سارة حسين ليست مجرد قصة نجاح، بل هي رسالة حقيقية لكل من يشعر أنه محاط بالقيود، بأن الشغف والإرادة قادران على صنع المعجزات. فهي لم تبدأ من منصب مرموق أو دعم خارجي، بل بدأت من الداخل… من حبها للناس، ورغبتها في أن تكون نورًا يضيء طريق غيرها.
وفي زمن يحتاج فيه الكثيرون إلى من يفهمهم دون حكم، ويحتويهم دون شروط، كانت سارة حسين هي هذا الحضور الإنساني المختلف… لايف كوتش بمعنى الكلمة، وصوت ينادي بالحب والتوازن والسلام.