سيدات مصر القووة الناعمة التي صنعت المستحيل من الطموح إلى النجاح “إسراء صقر” المرأة المصرية ونموذج للكفاءة والريادة.

في عالم يفرض التخصص والالتزام بمجال واحد، إستطاعت “إسراء صقر” أن تكسر هذه القاعدة لتُبدع في أكثر من مجال، متنقلة بين التصميم الفني، وفنون الطهي، والكتابة الأدبية، محققة نجاحات ملهمة في كل محطة من محطات حياتها.
إسراء، خريجة كلية التربية النوعية بجامعة الزقازيق، تخصص تربية فنية، وجدت شغفها في تصميم الديكور الداخلي، فقررت التعمق أكثر وحصلت على دبلومة في Interior Designing، مما أتاح لها فرصة العمل في مجال تصميم الديكور الداخلي حتى عام 2016. خلال هذه الفترة، تركت بصمتها في العديد من المشاريع، حيث كانت مسؤولة عن تحويل المساحات إلى لوحات فنية تعكس الذوق والجمال والراحة. لم يكن الديكور مجرد عمل بالنسبة لها، بل لغة تعبر بها عن رؤيتها وإحساسها بالجمال.
لم تقف طموحاتها عند تصميم المساحات الداخلية، بل امتدت إلى عالم تصميم الفعاليات والمؤتمرات. دخلت مجال تنظيم الحفلات والمناسبات الخاصة والمؤتمرات العامة، حيث كانت مسؤولة عن تصميم البرامج وتنظيم الأحداث، مما أكسبها خبرة واسعة في التعامل مع التفاصيل الدقيقة، وإدارة فرق العمل، وتحقيق التناسق البصري والتنظيمي في الفعاليات الكبرى.
رغم نجاحها في عالم التصميم، وجدت نفسها تنجذب إلى شغف آخر لطالما أحبته وهو الطهي. لم يكن الأمر مجرد تجربة عابرة، بل تحول إلى احتراف حقيقي، حيث بدأت بإعداد أكلات بيتي مميزة، ثم توسعت إلى تقديم أوبن بوفيه للفنادق وقاعات الأفراح. بأسلوبها المميز ولمستها الإبداعية، استطاعت أن تقدم أطباقًا فاخرة تجمع بين النكهة الشرقية والمظهر العصري، مما جعلها خيارًا مفضلاً للكثير من العملاء الباحثين عن تجربة طعام فريدة.
وفي عالم يمتلئ بالوجبات السريعة والمكونات الصناعية، أصبح البحث عن الأكل البيتي الصحي خيارًا لا غنى عنه لمن يسعون إلى التوازن بين المذاق اللذيذ والتغذية السليمة. وهنا يأتي دور “فودجانيك Foodganic”، المشروع الذي يجمع بين جودة الطعام البيتي وطبيعته الصحية، ليقدم تجربة فريدة من نوعها لعشاق الأكل النظيف والمُعد بحب.
لماذا “فودجانيك”؟
يتميز “فودجانيك” بأنه ليس مجرد مشروع طعام بيتي، بل هو مفهوم جديد للأكل الصحي والطبيعي، حيث يتم تحضير كل وجبة من مكونات طازجة، خالية من المواد الحافظة، ومطهوة بأيدي محترفة لتجمع بين المذاق الأصيل والفائدة الغذائية.
إلى جانب كل هذه المجالات، لم تتخلَّ إسراء عن حبها للكتابة. تمتلك قدرة خاصة على تحويل الروايات الأجنبية إلى لغة مصرية سلسة وبسيطة، تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث داخل بيئته الخاصة. نجحت في تحويل هذا الشغف إلى إنجاز ملموس، حيث نشرت ثلاثة كتب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، حملت توقيعها وإبداعها، لتضيف بذلك إنجازًا جديدًا إلى قائمة نجاحاتها.
ما يميز إسراء صقر هو قدرتها على إعادة اكتشاف ذاتها بإستمرار . فهي لم تحصر نفسها في مجال واحد، بل خاضت تجارب مختلفة، وأبدعت في كل منها، لتثبت أن الإنسان قادر على النجاح في أكثر من مجال إذا امتلك الشغف والإرادة.
بين ألوان الديكور، ونكهات المطبخ، وسحر الكلمات، تواصل إسراء رحلتها الإبداعية، ولا شك أن مستقبلها يحمل مزيدًا من النجاحات التي ستترك بصمة في كل مجال تضع فيه بصمتها الخاصة.