سيرة تربوية تُضيء طريق التعليم الأستاذ “خالد السماحي “معلم اللغة الإنجليزية الذي صنع الفارق في كفر الشيخ.

في محافظة كفر الشيخ، حيث تزدهر الحقول وتنبض القرى بالحياة، يسطع نجمٌ تربوي مميز إستطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في قلوب طلابه، وهو الأستاذ خالد السماحي، معلم اللغة الإنجليزية، الذي جمع بين العلم والشغف، وبين التأهيل الأكاديمي والإخلاص المهني، ليُصبح نموذجًا يُحتذى به في مجال التعليم.
ولد خالد السماحي ونشأ في قلب كفر الشيخ، تلك المحافظة العريقة التي لطالما أنجبت قامات علمية وثقافية بارزة. منذ صغره، كان مولعًا باللغة الإنجليزية، حيث أحبّ نطق كلماتها، وتعلّم قواعدها، وإكتشاف أسرارها الأدبية، فاختار أن يلتحق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، ليبدأ رحلته العلمية في سبيل التعمق في هذا المجال. لم يتوقف عند شهادة الليسانس، بل استكمل دراسته بالحصول على دبلوم عام تربوي بتقدير جيد جدًا، ليجمع بين التخصص الأكاديمي والبعد التربوي، ويصبح معلمًا قادرًا على التأثير في أجيال قادمة.
دخل الأستاذ خالد ميدان التعليم ليُمارس رسالته النبيلة، متسلّحًا بحب اللغة، وروح التفاني، وفكر تربوي متطور. ومع مرور السنوات، لم يكن مجرد “معلم للغة الإنجليزية”، بل أصبح mentor وملهمًا لطلابه، يتقنون من خلاله مهارات التحدث والاستماع والكتابة والقراءة، كما يكتسبون من خلاله قيم الاجتهاد والاحترام والفضول المعرفي.
يشتهر بأسلوبه الفريد في شرح المادة، حيث يعتمد على التفاعل مع الطلاب داخل الفصل، ويجعل اللغة الإنجليزية حيةً ونابضة بالسياق الواقعي، وليس مجرد كلمات جامدة على صفحات الكتب. يقول أحد طلابه: “مستحيل أن تنسى حصة مع مستر خالد.. هو يعرف كيف يجعل اللغة ممتعة وسهلة، ويجعلنا نحب المادة حتى لو كنا نخشاها في البداية”.
ولم يكن الأستاذ خالد يومًا منعزلًا عن التطور التكنولوجي، بل استثمر أدوات العصر لتدعيم العملية التعليمية. أنشأ منصات تعليمية عبر وسائل التواصل، وشارك في مبادرات لتطوير طرق التدريس، وحرص على حضور الورش التدريبية التي تنظمها الوزارة والمؤسسات التعليمية المعتمدة، بهدف تقديم محتوى تفاعلي حديث يناسب طبيعة الجيل الجديد.
بعيدًا عن قاعات الدراسة، يُعرف السماحي بصفاته الإنسانية المميزة، فهو قريب من طلابه، يسمع لهم، يوجههم، ويدفعهم لاكتشاف قدراتهم، ويؤمن أن التعليم ليس فقط نقل معلومات، بل بناء إنسان. لذلك يصفه زملاؤه بأنه “معلم بقلب أب”، و”قدوة داخل وخارج المدرسة”.
كما يسعى جاهدًا لإعداد الطلاب لمستقبل أفضل، سواء من خلال تدريسهم القواعد اللغوية أو مساعدتهم على التفوق في امتحاناتهم، أو تحفيزهم على التفكير الإبداعي، والتحدث بطلاقة، مما أهّل عددًا كبيرًا من طلابه للفوز بمراكز متقدمة في مسابقات اللغة على مستوى المحافظة.
وفي ظل التحديات التي تواجه قطاع التعليم، يظل خالد السماحي رمزًا للمثابرة والتطور، يجسد المعنى الحقيقي للرسالة التعليمية، ويؤكد أن المعلم المبدع هو صانع حضارة، وباني أجيال.
كما يأمل أن يستمر في أداء رسالته التعليمية بنفس الروح والشغف، وأن يكون جزءًا من نهضة تعليمية شاملة ترتقي بمستوى الطلاب، وتؤهلهم ليكونوا رواد المستقبل. كما يطمح إلى تطوير منهج خاص في تدريس اللغة الإنجليزية يناسب طلاب المدارس الحكومية في القرى، ويعالج التحديات التي تواجههم، ويرفع من مستوى تحصيلهم الدراسي.
في نهاية المطاف، تبقى قصة الأستاذ خالد السماحي مثالًا يُحتذى به في عالم التعليم، وتثبت أن الشغف بالمهنة، والتأهيل العلمي، والإخلاص في العمل، هي المفاتيح الحقيقية للتميز والنجاح.