صانع الأطباء ومعلم الأحياء المتألق في كفر الدوار الأستاذ “محمود المقدم ” يسطع في سماء التعليم.

في قلب محافظة البحيرة، وتحديدًا في مركز كفر الدوار، يسطع اسم أحد أعلام التعليم في مصر، وهو الأستاذ محمود المقدم، ابن جامعة طنطا، الذي اختار أن يسخّر علمه وحبه للبيولوجيا في خدمة الأجيال القادمة، ليصبح علامة فارقة في تدريس مادتي الأحياء والعلوم المتكاملة لطلاب المرحلة الثانوية، ومُلهمًا مئات الطلاب في البحيرة والاسكندرية ممن أصبحوا اليوم أطباء ناجحين.
وُلد محمود المقدم ونشأ في كفر الدوار، وتخرج في كلية العلوم بجامعة طنطا، حاصلاً على بكالوريوس العلوم، وهي شهادة لم تكن مجرد ورقة جامعية، بل كانت المفتاح الأول لبابٍ واسع من العلم والتأثير. بعد تخرّجه، بدأ مشواره العملي كـأخصائي تحاليل طبية، ليكتسب من خلال هذا المجال خبرة عملية دقيقة في عالم الخلايا والدم والكائنات الدقيقة، وهو ما شكّل خلفية علمية قوية أثرت لاحقًا على طريقته المميزة في التدريس.
لكن الشغف الحقيقي للأستاذ محمود لم يكن محصورًا في المعامل والأجهزة، بل في قاعات الدراسة وبين دفاتر الطلاب. ومع ظهور النظام الجديد للثانوية العامة، الذي يعتمد على الفهم والتحليل بدلاً من الحفظ والتلقين، رأى محمود المقدم أن الوقت قد حان ليخطو خطوة جديدة نحو التعليم، فانتقل إلى مجال التدريس، حيث وجد نفسه في المكان الذي ينتمي إليه بحق.
في ظرف سنوات قليلة، أصبح الأستاذ محمود المقدم واحدًا من أبرز معلمي مادة الأحياء والعلوم المتكاملة للمرحلة الثانوية في البحيرة، بل وامتد تأثيره إلى طلاب من محافظات أخرى، بفضل طريقته السلسة، وشرحه العميق، واعتماده على الأسلوب التفاعلي الذي يحفز الطلاب على التحليل والفهم والربط بين المعلومات، مما يتماشى تمامًا مع فلسفة النظام الجديد.
ولم يتوقف تأثيره عند حدود الشرح فقط، بل ساهم بشكل مباشر في صناعة المستقبل لكثير من أبنائه الطلاب، حيث تخرّج على يديه أكثر من 70 طبيبًا منذ تطبيق النظام الجديد للثانوية العامة، وهو رقم يعكس حجم الإخلاص والاحترافية في الأداء، ويُعبّر عن الأثر الحقيقي الذي يتركه المعلم الصادق في نفوس طلابه.
الأستاذ محمود لا يُعلّم المادة فقط، بل يُربّي داخل طلابه روح البحث والاكتشاف، ويعلّمهم كيف يتعاملون مع العلوم بوصفها حياة، لا كتابًا مغلقًا. يتعامل مع كل درس وكأنه نافذة جديدة لفهم الإنسان والكون، ويرى أن مادة الأحياء ليست فقط بابًا للطب، بل مرآة لفهم الذات والبيئة والعلاقات الحيوية من حولنا.
عُرف عنه كذلك تواضعه وحرصه على بناء علاقات إنسانية مع طلابه، قائمة على الاحترام والدعم والثقة، مما جعله ليس مجرد “مدرس”، بل “قدوة” يُحتذى بها. وهو لا يدّخر جهدًا في متابعة طلابه حتى بعد التحاقهم بالكليات، ويحرص على تهنئتهم عند التخرج، وكأنه أب فخور بنجاح أبنائه.
ولأن التميز لا يأتي صدفة، فإن محمود المقدم دائم التعلّم، يطالع أحدث المناهج، ويتابع التطورات العلمية، ويُطوّر من أدواته، مؤمنًا أن المعلم الناجح لا يتوقف عن التعلم، وأن العلم بحر لا شاطئ له.
اليوم، يُعد الأستاذ محمود المقدم نموذجًا مُلهمًا لشباب الريف المصري، الذين أثبتوا أن من قرى البحيرة يخرج من يصنع الأطباء، ويزرع في عقول الأجيال بذور المستقبل. قصته شهادة حيّة على أن الشغف، حين يُقترن بالإخلاص، يمكنه أن يصنع المعجزات.
بالطبع، إليك الفقرة بدون أي رموز تعبيرية:
للتعرّف أكثر على الأستاذ محمود المقدم ومتابعة شرحه المميز في مادة الأحياء:
فيسبوك: اضغط هنا للمشاهدة
يوتيوب: اشترك في القناة