
في قلب حي المطرية العريق بمحافظة القاهرة، حيث تتقاطع الحارات القديمة مع تطلعات الجيل الجديد، بزغ نجم من نجوم التعليم الذين جعلوا من رسالتهم المهنية منارة للعلم والتفوق. إنه الأستاذ أحمد عبد القوي، المعروف بين طلابه ومحبيه بلقب “مستر عبقوي”، المدرس الذي لم يكتفِ بتدريس مادة الرياضيات، بل أعاد تشكيل علاقتها بعقول طلابه وقلوبهم.
يحمل الأستاذ أحمد عبد القوي بكالوريوس تربية، وقد اختار أن يكون معلمًا للرياضيات في مرحلتي الإعدادي والثانوي، مؤمنًا بأن هذه السنوات الدراسية تشكّل الأساس الفكري والمنهجي الذي يبني عليه الطالب شخصيته الأكاديمية. ومنذ لحظة تخرجه، لم يتوقف عبقوي عن تطوير أدواته، سواء على مستوى المحتوى العلمي أو طرق الشرح والتبسيط، حتى أصبح واحدًا من أبرز المدرسين في منطقته وأكثرهم تأثيرًا.
ما يميز مستر عبقوي عن غيره هو أسلوبه الفريد في تقديم الرياضيات. لا يراها مجرد أرقام ومعادلات، بل يتعامل معها كأنها لعبة ذهنية شيقة، يمكن لكل طالب أن يتقنها إذا أُتيحت له الطريقة الصحيحة. لذلك، قام بابتكار وسائل تعليمية مبسطة تعتمد على الأمثلة الحياتية، والقصص القصيرة، والتمثيل الحركي أحيانًا، وهو ما جعل الطلاب يقبلون على حصصه بشغف غير معتاد تجاه مادة لطالما اعتبرها البعض صعبة.
يقول أحد طلابه: “كنت أكره الرياضيات، لكن مع مستر عبقوي بقيت بستنى الحصة بتاعته وأجهز لها.. طريقته مختلفة وبسيطة، وبيفهمنا من أول مرة.”
لم يكن مجرد مدرس يؤدي واجبه، بل تحوّل إلى قدوة ومُلهم. استطاع أن يبني علاقة قوية مبنية على الاحترام والمحبة مع طلابه، فأصبحوا يثقون فيه ليس فقط على مستوى الدراسة، بل في جوانب حياتية أخرى. يفتح قلبه للاستماع، ويقدّم النصح بتواضع، ويشارك الطلاب لحظات نجاحهم وكأنها انتصارات شخصية له.
ويؤكد أحد أولياء الأمور: “ابني اتغير بعد ما درس مع مستر عبقوي.. بقى من الأوائل، وبقى بيحب يذاكر وعايز يدخل كلية هندسة.”
في كل عام، يحتفل أبناء حي المطرية بنتائج الشهادات الدراسية، ودائمًا ما يتردد اسم مستر عبقوي بين أوائل الطلاب. ليس غريبًا أن يكون وراء العديد من قصص النجاح، إذ يعرف عنه حرصه على المتابعة الدقيقة، وتقديم مراجعات قوية، ومساعدات فردية لمن يحتاجون إلى دعم إضافي.
ولم تتوقف بصماته على الجانب الأكاديمي فقط، بل كان له دور في تنظيم لقاءات تعليمية مجانية، وجلسات تحفيزية للطلاب المقبلين على الامتحانات، مما جعل منه شخصية محبوبة في المجتمع المحلي.
ورغم كل ما حققه، لا يزال مستر عبقوي يطمح إلى المزيد. يحلم بإطلاق منصة تعليمية إلكترونية تحمل اسمه، وتقدّم شروحات مجانية تساعد الطلاب في جميع أنحاء الجمهورية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى جودة التعليم. كما يسعى لنشر كتاب مبسط في الرياضيات، يعتمد على طريقته الخاصة التي أثبتت نجاحها عبر السنين.
مستر أحمد عبد القوي – أو كما يحب طلابه أن ينادوه: “مستر عبقوي” – هو أكثر من مجرد معلم، إنه قصة كفاح ونجاح ملهمة، تمثل وجهًا مشرقًا من وجوه التعليم المصري الأصيل. في زمن تتعاظم فيه التحديات، يثبت عبقوي أن التعليم لا يزال رسالة سامية، وأن المعلم يمكن أن يصنع المعجزة حين يؤمن بطلابه، ويجعل من كل معادلة رياضية مفتاحًا لباب المستقبل.
https://www.facebook.com/profile.php?id=100063776903504