مقالات

صوت حقيقي وصورة صادقة “سارة منصف” تقدم نموذجًا ملهمًا في صناعة المحتوى،وتضع بصمتها على أكثر من 90 علامة تجارية.

في زمن تحوّل فيه المحتوى الرقمي إلى لغة العصر وأداة التأثير الأقوى، برزت أسماء شابة صنعت لنفسها طريقًا مختلفًا، واستطاعت أن تلفت الأنظار وسط هذا العالم السريع والمليء بالتحديات. ومن بين هذه الأسماء، يلمع نجم سارة منصف، الفتاة الدمياطية الموهوبة التي أثبتت أن الشغف حين يقترن بالإبداع والاجتهاد، يُمكنه أن يصنع فرقًا حقيقيًا ويخلق قصة نجاح ملهمة.

وُلدت سارة ونشأت في محافظة دمياط، تلك المدينة المصرية العريقة التي تشتهر بثقافتها المميزة وروحها الإنتاجية والإبداعية. تخرجت في كلية الآداب، وامتلكت منذ صغرها حسًا لغويًا رفيعًا، واهتمامًا خاصًا بالتواصل والتعبير عن الذات، وهو ما انعكس لاحقًا في اختياراتها المهنية وشغفها الكبير بعالم المحتوى.

ورغم أن تخصصها الأكاديمي لم يكن له علاقة مباشرة بالإعلام أو التسويق الرقمي، فإنها آمنت بأن الموهبة والخبرة هما الجسر الحقيقي للوصول، لا مجرد الشهادات. هذا الإيمان قادها إلى الدخول في عالم صناعة المحتوى من أوسع أبوابه، وتحديدًا في مجال “UGC” أو المحتوى المُنتج من قبل المستخدمين، والذي أصبح أحد أهم أدوات التسويق الحديثة.

في وقت يتجه فيه الكثيرون إلى الكورسات والدورات التدريبية، اختارت سارة طريقًا مختلفًا، حيث اعتمدت على التجربة العملية والتعلّم الذاتي، وبدأت من الصفر تصنع لنفسها أسلوبًا خاصًا يعبّر عنها وعن رؤيتها. خلال عامين فقط، استطاعت أن تبني خبرة حقيقية في مجال صناعة المحتوى، وتحوّلت من هاوية تنشر محتوى بسيطًا إلى صانعة محتوى محترفة تتهافت عليها العلامات التجارية.

الرقم الأبرز في مسيرة سارة هو تعاونها مع أكثر من 90 براند خلال فترة قصيرة. تنوّعت هذه العلامات ما بين الموضة، مستحضرات التجميل، العناية بالبشرة، الأطعمة والمشروبات، والإلكترونيات، وغيرها. واستطاعت أن تكسب ثقة هذه العلامات ليس فقط بفضل جودة المحتوى، بل لأنها تفهم روح كل براند وتقدّمه بطريقة طبيعية، واقعية، وأقرب للجمهور المستهدف.

وبلقاء خاص معها قائلة في أحد لقاءاتها:

“أنا مش بقدّم محتوى دعائي بارد، أنا بحاول أعيش تجربة المنتج وأوصل إحساسي الحقيقي بيه، وده اللي الناس بتحس بيه فعلًا وبتتفاعل معاه.”

أسلوبها يعتمد على البساطة، الأمانة، والصورة الطبيعية غير المتكلّفة، وهذا ما يجعل محتواها مميزًا وسط الزحام.

 

إلى جانب عملها كمبدعة محتوى، تُعتبر أيضًا بلوجر ذات أسلوب خاص في التدوين، حيث تكتب عن تجاربها الحياتية، وتشارك متابعيها بمواقفها الشخصية، وتفتح حوارات حقيقية معهم. لا تتعامل مع السوشيال ميديا كمنصة عرض فقط، بل كمساحة للتواصل والتأثير، وهو ما جعلها تكتسب قاعدة جماهيرية مخلصة تشعر أنها قريبة منهم وتشبههم.

كما لا تتوقف طموحاتها عند ما وصلت إليه، بل تسعى للتوسع والتعاون مع براندات عالمية، والمشاركة في حملات تسويقية كبرى داخل وخارج مصر. كما تخطّط لإطلاق سلسلة تعليمية إلكترونية موجهة للفتيات الراغبات في دخول عالم الـUGC، حيث تؤمن أن مشاركة الخبرات تفتح أبوابًا جديدة للآخرين.

سارة منصف ليست مجرد صانعة محتوى أو بلوجر، بل نموذج حقيقي لشابة مصرية استطاعت أن تبني اسمها من الصفر، وتثبت أن العمل بصدق وشغف هو أقوى ما يمكن أن يمتلكه أي شخص يسعى للنجاح في عصر المحتوى. من دمياط الهادئة، انطلقت سارة لتصنع ضجة رقمية بصوت مختلف، وأسلوب حقيقي لا يشبه إلا نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى