طموحة لايعرف الحدود “أحمد زيكا” من آثار الإسكندرية إلى نجم الجرافيك ديزاين في الوطن العربي بلمسة فنية وإبداع أصيل.

في مدينة العراقة والجمال، مدينة الإسكندرية، وُلد شاب طموح قرر أن يرسم مستقبله بيديه، وأن يجعل من الإبداع أسلوبًا للحياة. إنه أحمد الشهير بـ”زيكا”، طالب بكلية الآداب، قسم الآثار، جامعة الإسكندرية، والذي قرر أن يسلك طريقًا مميزًا جمع فيه بين التاريخ والفن، بين الجذور القديمة واللمسات الحديثة، فصار اسمًا لامعًا في عالم الجرافيك ديزاين منذ عام 2022 وحتى اليوم.
قد يبدو للوهلة الأولى أن دراسة الآثار والجرافيك ديزاين طريقان لا يلتقيان، لكن “زيكا” كسر هذه القاعدة. فقد وجد في دراسة الآثار شغفًا بالحضارات، وفهمًا عميقًا للرموز، والدلالات البصرية، والأساليب التي استخدمها الإنسان القديم في التعبير عن نفسه. وسرعان ما بدأ يفكر: “لماذا لا أستخدم هذا الفهم العميق للتاريخ والرموز في تصميم بصري حديث يواكب العصر؟”
وهنا كانت نقطة التحول.
بدأ أحمد زيكا رحلته في مجال الجرافيك ديزاين في عام 2022. لم ينتظر أن ينتهي من دراسته الجامعية، بل قرر أن يتعلم بالممارسة، فبدأ بأدوات بسيطة، وتصاميم متواضعة، ثم أخذ يطور من نفسه يومًا بعد يوم.
عكف على دراسة برامج التصميم المختلفة، مثل Photoshop وIllustrator وAfter Effects، وتعلم أساليب التصميم الحديثة من خلال الكورسات، وقنوات اليوتيوب، والممارسة اليومية. لم يكن يومه ينتهي دون تصميم جديد، أو تجربة جديدة، أو محاولة لتحسين مهارة ما. كان شغوفًا إلى حد كبير، يرى في كل مشروع تحديًا، وفي كل عميل فرصة لترك بصمته.
ما يميزه ليس فقط إتقانه لأدوات التصميم، بل قدرته على الدمج بين المعلومة البصرية والهدف التسويقي. فهو لا يصمم لمجرد الجمال، بل يصمم ليصل إلى قلب المشاهد وعقله في آنٍ واحد. استطاع من خلال هذه الرؤية أن يجذب انتباه عدد كبير من العملاء الذين أصبحوا يثقون به ثقة عمياء.
كما لم يتوقف عند التصميم فقط، بل بدأ في بناء هوية بصرية كاملة للعديد من العلامات التجارية، سواء كانت ناشئة أو معروفة. من تصميم الشعار، إلى اختيار الألوان، إلى تنسيق المواد الدعائية، كان له دائمًا لمسة تميّز تظهر في كل عمل يحمل توقيعه.
في أقل من ثلاث سنوات، استطاع أحمد زيكا أن يكوّن قاعدة عملاء متنوعة، شملت شركات محلية ومحلات تجارية وأصحاب مشاريع في مصر والوطن العربي. شارك في تصميمات لحملات دعائية ناجحة على السوشيال ميديا، وكان سببًا رئيسيًا في بروز هويات بصرية لمشروعات باتت اليوم حديث الناس.
كما تم اختياره أكثر من مرة ليكون المصمم الأساسي في مشاريع تطوعية شبابية، نظرًا لاحترافيته، وروحه الإيجابية، والتزامه في العمل. يؤمن زيكا أن التصميم ليس فقط مهنة، بل رسالة وفن وأسلوب حياة.
رغم كل ما حققه حتى الآن، لا يزال أحمد زيكا يرى نفسه في بداية الطريق. يطمح إلى إنشاء استوديو تصميم متكامل يضم مجموعة من الشباب المبدعين مثله، ويقدّم خدمات عالية الجودة بأسعار تناسب السوق المصري والعربي. كما يحلم بأن يسافر إلى الخارج ليطور من أدواته أكثر، ويشارك في معارض ومسابقات عالمية.
وبلقاء خاص معة في حديثه عن رحلته، قائلا:
“أنا مؤمن إن أي حد يقدر ينجح لو حب الحاجة اللي بيعملها، واشتغل على نفسه بصدق. التصميم مش بس شغل.. التصميم حياة.”
وهكذا يثبت أحمد زيكا أن النجاح لا يتطلب فقط مؤهلًا معينًا أو ظروفًا مثالية، بل يتطلب رؤية واضحة، وشغف حقيقي، وعمل متواصل. وهو اليوم، في سن الشباب، نموذج يُحتذى لكل من أراد أن يصنع اسمه وسط الزحام.. بحب، وصبر، وتميّز.