ست سنوات لمعلم جمع بين الخبرة والكفاءة وروح التجديد” السير رحيم “نموذجًا يُحتذى به لكل من يسعى لترك بصمة في عالم التربية والتعليم.

في عالم التعليم الذي يتطور يومًا بعد يوم، تبرز شخصيات استثنائية تضع بصمتها بوضوح، وتحوّل الفصول الدراسية إلى مساحات للإبداع والفهم العميق. من بين هذه الشخصيات يسطع إسم “السير رحيم” الشهير بين طلابه وزملائه بلقب “السير”، ذلك المعلم الذي نجح في أن يكون قدوة في الالتزام والإبداع، جامعًا بين العلم والخبرة والقدرة على التواصل الإنساني الفريد.
وُلد في قلب محافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وسط بيئة تقدّر العلم وتؤمن بدوره في بناء المستقبل. دفعه شغفه المبكر بالمعرفة إلى دراسة العلوم، ليحصل على بكالوريوس العلوم، وليبدأ رحلة جديدة نحو تحقيق حلمه الأكبر: أن يصبح معلمًا يغير في حياة طلابه ويترك بصمة إيجابية في عقولهم. لم يتوقف طموحه عند الحصول على المؤهل الجامعي فحسب، بل حمله معه إلى أرض الجيزة، حيث يقيم ويعمل الآن، مؤديًا رسالته كـ مدرس علوم بكل ما تحمله الكلمة من مسؤولية وإبداع.
منذ ست سنوات، انطلق في مسيرته التعليمية، حاملاً همّ تطوير طلابه وإيصال مادة العلوم إليهم بطريقة مختلفة عن النمط التقليدي. ست سنوات من العطاء، لم تكن مجرد رقم في سجل خبرته، بل محطات غنية بالإنجازات، تمكن خلالها من أن يكون مرجعًا في مادة العلوم، ومعلمًا يحبه طلابه ويشعرون معه بأن الدرس ليس مجرد معلومة جافة، بل رحلة استكشاف ممتعة لعالم الطبيعة والأحياء والكيمياء والفيزياء.
إيمانًا منه بأن التعليم لا بد أن يواكب العصر، لم يكتفِ بخبرته الميدانية، بل حرص على الحصول على العديد من الكورسات المتخصصة في طرق تدريس مادة العلوم بالنظام الجديد. هذه الدورات زودته بأدوات وأساليب عملية تساعده على توظيف الاستراتيجيات الحديثة في الشرح، مثل التعلم النشط، والتجارب التفاعلية، وربط المادة العلمية بالواقع الذي يعيشه الطالب يوميًا. وهو ما جعل دروسه مميزة وملهمة، يخرج منها الطالب وهو ممتلئ بالشغف والفضول للمعرفة.
ولأن التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التعليم الحديث، توجه إلى العالم الرقمي، وحصل على كورسات أونلاين لتدريس العلوم بالطرق العلمية الحديثة. هذه الخطوة منحته أفقًا أوسع، حيث تمكن من الاطلاع على تجارب تعليمية عالمية، وتطبيق أساليب تدريس مبتكرة تعتمد على الوسائط المتعددة، العروض التفاعلية، والتعلم عن بعد. وبذلك استطاع أن يدمج بين التعليم التقليدي والحديث، ليصل إلى معادلة ناجحة تحقق أفضل النتائج لطلابه.
تجربتة التعليمية قائمة على فلسفة بسيطة لكنها عميقة: “العلم ليس مجرد مادة تُحفظ، بل حياة تُعاش”. لذلك يسعى دائمًا إلى أن يجعل دروسه تطبيقية قدر الإمكان، فيدفع الطلاب للتجربة والاكتشاف بأنفسهم. كما يعمل على تحفيز فضولهم بأسئلة مفتوحة، ويشجعهم على البحث المستمر، إيمانًا منه بأن الطالب المتعلم هو من يمتلك القدرة على التفكير النقدي والتحليل، لا من يكتفي بتلقي المعلومة.
زملاؤه يشهدون له بأنه معلم مجتهد، متعاون، ومحب لعمله، دائم السعي وراء الجديد. أما طلابه، فيرونه مصدر إلهام، إذ يخلق بيئة صفية مليئة بالود والاحترام المتبادل، ويحرص على أن يشعر كل طالب بقيمته وقدرته على النجاح. هذا التوازن بين الحزم والإنسانية، بين المعرفة والتشجيع، جعل منه معلمًا متميزًا بكل المقاييس.
اليوم، وبعد ست سنوات من العطاء المتواصل، يقف السير رحيم نموذجًا حيًا للمعلم العصري الذي يجمع بين الأصالة والتجديد. فهو ابن كفر الشيخ الأصيل، الذي حمل رسالة العلم إلى الجيزة، وجعل من مهنته وسيلة لنهضة الأجيال.
إن قصته ليست مجرد سيرة مهنية عادية، بل هي شهادة على أن التعليم حين يُمارس بالشغف، يصبح أداة للتغيير الحقيقي في المجتمع. وفي زمن يتطلب معلمين استثنائيين قادرين على مواكبة التحديات، يظل السير رحيم علامة مضيئة، ونموذجًا يُحتذى به لكل من يسعى لترك بصمة في عالم التربية والتعليم.
