عندما يتحدث العلم بلغة الأنسان منهجية الدكتور أشرف ثابت رائد صناعة الوعي النفسي وتعديل السلوك في العالم العربي.

في زمنٍ تتزايد فيه الضغوط النفسية وتتسارع فيه وتيرة الحياة، يظهر من بين صفوف المتخصصين من لا يكتفي فقط بتقديم العلاج، بل يصنع التغيير الحقيقي في الوعي المجتمعي. من هؤلاء القلائل، يبرز إسم الدكتور أشرف ثابت كواحد من أبرز الأسماء في مجال العلاج النفسي والإدمان وتعديل السلوك، بل كأيقونة عربية تمزج بين التخصص الأكاديمي والرؤية الإنسانية.
منذ بداياته، لم يتعامل الدكتور أشرف مع الطب النفسي كعلم جامد أو وصفات جاهزة، بل اختار أن يسلك طريقًا مختلفًا، عنوانه: الإنسان أولًا. يؤمن أن كل حالة تحمل تفاصيلها الخاصة، وكل مريض يستحق أن يُنظر إليه بعين التفهم والاحتواء، لا فقط من زاوية الأعراض والتشخيص. لذلك، تتميز برامجه العلاجية بالجمع بين الحداثة العلمية والتشخيص الدقيق، وبين الفهم العميق للبعد الإنساني لكل من يطلب المساعدة.
وفي مجال علاج الإدمان تحديدًا، قدم الدكتور أشرف مقاربات علاجية قائمة على بناء الثقة، وإعادة تشكيل القناعات السلوكية، مع دعم مكثف للأسر، إيمانًا بأن التعافي لا يكون للفرد وحده بل للبيئة المحيطة به بأكملها.
إيمانًا منه بأهمية نشر العلم وتخريج كوادر مؤهلة، أسس الدكتور أشرف ثابت “أكاديمية الدكتور أشرف ثابت للماجستير والدكتوراه المهنية”، وهي ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل صرح علمي متكامل يُعِدّ أجيالًا جديدة من المتخصصين في الصحة النفسية والإرشاد السلوكي.
الأكاديمية تحظى بثقل دولي كونها الوكيل الحصري لجامعة نيويورك للدراسات المهنية، مما يمنح الطلاب شهادات معتمدة تفتح لهم أبواب العمل المهني في الداخل والخارج، وتُرسخ لديهم المهارات التطبيقية بجانب المعرفة النظرية.
وقد حرص على أن تكون الأكاديمية منارة للعلم وليس فقط منصة لمنح الشهادات، حيث تضم نخبة من الأساتذة والاستشاريين، وتوفر مناهج تواكب أحدث التطورات العالمية في العلاج النفسي وتعديل السلوك.
بعيدًا عن العيادات والمؤتمرات، يحرص الدكتور أشرف على أن يكون له دور فعّال في المجتمع. ينظم بشكل دوري ورش عمل ومحاضرات توعوية تستهدف الأسر، والمعلمين، والمهنيين، وحتى الشباب والمراهقين، بهدف نشر الثقافة النفسية، وتكسير الصور النمطية المرتبطة بالاضطرابات النفسية.
ويشارك أيضًا في مبادرات توعوية تتناول قضايا الإدمان، والعنف الأسري، والتنمر، والمشكلات السلوكية لدى الأطفال، حيث يرى أن الوعي المجتمعي هو أول وأقوى خط دفاع في وجه الأزمات النفسية.
اليوم، وبعد سنوات طويلة من العمل الجاد والمخلص، أصبح الدكتور أشرف ثابت مرجعًا هامًا في مجاله، ليس فقط لمرضاه، بل أيضًا لزملائه من المتخصصين، وطلابه من الباحثين، والمجتمع الذي يتطلع إليه كأحد صناع التغيير الحقيقي.
يجمع في شخصه بين الأستاذ والمعالج، بين المفكر والمبادر، وبين الإنسان الذي يرى في كل مريض قصة تستحق أن تُروى وتُفهم. ومع كل قصة تعافٍ، وكل طالب يتخرج من أكاديميته، وكل محاضرة تلهم أحدهم ليعيد التفكير في نفسه أو مجتمعه، يضيف لبنة جديدة في بناء وعي نفسي عربي أقوى وأكثر نضجًا.
ليس من المبالغة القول إن الدكتور أشرف ثابت بات يمثل مدرسة متكاملة في مجال الصحة النفسية. مدرسة تؤمن بأن الإنسان يمكنه أن يبدأ من جديد، وأن التغيير ممكن، فقط إن وجد من يؤمن به ويُرشده. وهو ما يفعله الدكتور أشرف بثبات، ومهنية، وإنسانية.