مقالات

فلسفة تعليمية تقوم على المتعة والثقة لا الحفظ فقط الأستاذ ياسر عيد.. 25 عامًا من العطاء في تعليم اللغة الإنجليزية.

في قلب مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، يسطع إسم الأستاذ ياسر عيد كواحد من أبرز الأسماء في مجال تدريس اللغة الإنجليزية للمرحلة الثانوية. على مدار أكثر من خمسة وعشرين عامًا، استطاع أن يحفر مكانة خاصة له بين الطلاب والأهالي، بفضل أسلوبه المتميز في الشرح، وحرصه الدائم على تطوير طرق التعليم بما يتناسب مع احتياجات الأجيال المتعاقبة.

منذ بداياته الأولى في مهنة التدريس، حمل الأستاذ ياسر رسالة سامية تقوم على جعل تعلم اللغة الإنجليزية متعة قبل أن يكون واجبًا دراسيًا. أدرك أن هذه اللغة لم تعد مجرد مادة ضمن جدول الحصص، بل أصبحت مفتاحًا أساسيًا للعلم والمعرفة والانفتاح على العالم. لذلك، تبنى نهجًا مختلفًا يعتمد على تبسيط المعلومة، وضرب الأمثلة الحياتية القريبة من الطلاب، مما جعل حصصه دائمًا محط انتظار.

ويحكي عدد من طلابه السابقين عن تجربتهم معه، مؤكدين أن ما يميز أستاذ ياسر هو قدرته الفائقة على بناء الثقة في نفوسهم، وإقناعهم بأن تعلم اللغة ليس صعبًا كما يظن البعض. فقد ساعد مئات من طلاب قويسنا على اجتياز اختبارات الثانوية العامة بتفوق، وفتح أمامهم أبواب الكليات المرموقة، ليصبحوا اليوم أطباء ومهندسين ومدرسين ناجحين، وما زالوا يذكرون فضله بفخر وامتنان.

لم يتوقف عطاءه عند حدود الفصل الدراسي التقليدي، بل أدرك مبكرًا أهمية التكنولوجيا ودورها في التعليم الحديث. فأطلق قناته الخاصة على موقع “يوتيوب”، ليصل بعلمه إلى جمهور أوسع من طلاب المنوفية وخارجها. وقد لاقت القناة رواجًا كبيرًا، إذ وجد فيها الطلاب مصدرًا موثوقًا لشرح القواعد والمراجعات النهائية والتدريبات، بل وأسلوبًا مشوقًا يجعل المادة سهلة الحفظ والفهم.

ويؤكد أن سر نجاحه يكمن في الجمع بين الخبرة الطويلة والتطوير المستمر، فهو لا يكتفي بما قدمه على مدار السنوات الماضية، بل يحرص دائمًا على متابعة أحدث الطرق في تدريس اللغة الإنجليزية، سواء من خلال الدورات التدريبية أو الاطلاع على المناهج العالمية. وهو يؤمن أن المدرس الناجح لا بد أن يكون متعلمًا طوال حياته، وأن يظل قريبًا من طلابه في الفكر والاهتمام.

ويحظى بمكانة مميزة داخل قويسنا، ليس فقط كمدرس متمكن، بل كشخصية تربوية لها أثر عميق في المجتمع. فقد اعتاد أن يشارك في الأنشطة التعليمية والثقافية بالمدينة، ويقدم النصح والإرشاد للأهالي حول طرق متابعة أبنائهم ودعمهم في مسيرتهم الدراسية. وبذلك أصبح رمزًا للعطاء والالتزام، ومثالًا يُحتذى به في مهنة التعليم.

ويقول في إحدى رسائله لطلابه: “اللغة الإنجليزية ليست كتابًا أو منهجًا فقط، بل هي وسيلة للتواصل مع العالم، وباب لفرص لا تنتهي. اجعلوا التعلم رحلة ممتعة، ولا تنظروا إليه على أنه عبء.” هذه الكلمات البسيطة تلخص فلسفته التعليمية التي يسعى لترسيخها بين أبنائه الطلاب.

اليوم، وبعد ربع قرن من الخبرة، ما زال ياسر عيد محتفظًا بنفس الشغف الذي بدأ به، بل ربما أكثر. فكل نجاح جديد لطالب من طلابه يمنحه دفعة قوية للاستمرار، وكل ابتسامة رضا يراها على وجوه أولياء الأمور تمثل له وسام تقدير لا يقدَّر بثمن.

إن قصة ياسر عيد هي قصة معلم جعل من مهنته رسالة، ومن عمله إبداعًا متواصلًا. قصة مدرس لم يكتفِ بأن يكون متمكنًا من مادته، بل آمن بدوره في بناء الإنسان قبل بناء الدرجات. لذلك استحق بجدارة أن يكون من أشهر مدرسي اللغة الإنجليزية في قويسنا، وأن يظل اسمه مرتبطًا بالتميز والنجاح جيلاً بعد جيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى