قصة نجاحه تستحق أن تُروى بكل فخر، أطلقوا علية نصير من لا نصير له المستشار “محمد عبد الله البدر” يواصل مسيرة المجد بخطى واثقة.

في كل قرية من قرى مصر هناك من يصنع المجد في صمت، ويبني لنفسه مجدًا من الإصرار والطموح والعلم. ومن بين هؤلاء الذين شقوا طريقهم بثبات وثقة يسطع إسم المستشار” محمد عبدالله البدر” الذي تحوّل من ابن قرية صغيرة في أسيوط إلى واحد من أبرز المحامين وألمع الأسماء القانونية في صعيد مصر، جامعًا بين التميز الأكاديمي والنجاح العملي وخدمة المجتمع.
وُلِد المستشار محمد في قرية ريفا التابعة لمركز أسيوط، ونشأ في بيتٍ مصريٍ أصيلٍ يعلي من شأن العلم والأخلاق. منذ نعومة أظافره، ظهرت عليه ملامح النبوغ، فكان محبًا للتعلم، مجتهدًا في دراسته، ملتزمًا بقيم الريف التي غرست فيه الإخلاص والجدية وحب الوطن.
بدأ مشواره التعليمي في معهد ريفا الأزهري، حيث تلقى التعليم الابتدائي والإعدادي، وهناك تشكلت شخصيته المتزنة المبنية على العلم والدين والخلق. لم ينسَ يومًا فضل معهد ريفا عليه، وظل يذكره بكل امتنان وفخر، معتبرًا أنه اللبنة الأولى في بناء مسيرته العلمية والمهنية.
ثم انتقل بعد ذلك إلى معهد موشا الأزهري الثانوي القسم العلمي، وهناك واصل تفوقه، ليضع نصب عينيه هدفًا كبيرًا: أن يصبح من رجال القانون الذين يرفعون راية الحق ويصونون العدالة. وبفضل تفانيه واجتهاده، التحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع أسيوط، تلك الكلية العريقة التي خرجت أجيالًا من القضاة والمحامين والعلماء.
وفي عام 2007، تخرّج من كلية الشريعة والقانون بتقدير جيد مرتفع، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته العملية في مهنة المحاماة، التي آمن بأنها ليست مجرد مهنة، بل رسالة سامية تستهدف نصرة المظلوم وتحقيق العدالة.
ومنذ يومه الأول، قرر أن يسلك طريق الاعتماد على النفس؛ فلم يتدرّب في أي مكتب محاماة، بل اختار أن يتعلم من الميدان مباشرة، من خلال البحث والاطلاع والممارسة اليومية، حتى أصبح من القلائل الذين صنعوا لأنفسهم مدرسة قانونية خاصة.
كما تدرّج في سلم المهنة بثبات، من محامٍ جدول عام إلى محامٍ ابتدائي، ثم إلى محامٍ بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، مكتسبًا خبرة واسعة في شتى أنواع القضايا: المدنية، والأسرية، والجنائية، وقضايا التعويضات. إلا أن شغفه الحقيقي كان في قضايا الجامعات، التي رأى فيها ميدانًا يخدم من خلاله العلماء وطلاب العلم، إيمانًا بأن التعليم هو حجر الأساس في نهضة الأمم.
وقد تميّز بدفاعه القوي عن أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية، بإعتبارهم رموز الفكر والعلم، كما عُرف بتبنيه لقضايا طلاب الجامعات في مختلف المحافظات، مدافعًا عن حقوقهم القانونية في كل ساحات القضاء. هذا التخصص الدقيق أكسبه احترامًا واسعًا وثقة كبيرة داخل الأوساط الأكاديمية والقانونية على حد سواء.
ولم يكتفِ المستشار محمد بالعمل الميداني، بل واصل مسيرته الأكاديمية بتفوق، فحصل على دبلوم في القانون العام من جامعة أسيوط بتقدير جيد مرتفع، ثم دبلوم في حقوق الإنسان من الجامعة نفسها بتقدير جيد جدًا، قبل أن يتوَّج مسيرته بالحصول على الماجستير في القانون عام 2023 بتقدير جيد مرتفع.
وبفضل تميزه العلمي، كرّمته جامعة أسيوط ومنحته درع كلية الحقوق خلال حفل الجامعة عام 2024، تقديرًا لإسهاماته وإنجازه الأكاديمي. كما تم تكريمه أيضًا من نقابة المحامين المصرية في احتفال كبير عام 2025، حيث سلّمه معالي النقيب عبد الحليم علام درع النقابة وشهادة تقدير عرفانًا بجهوده في خدمة المهنة.
وحاليًا، يواصل المستشار محمد البدر مسيرته نحو قمة جديدة، إذ يُحضّر لدرجة الدكتوراه في القانون بجامعة أسيوط، مواصلًا مسيرة البحث العلمي بخطوات راسخة وطموح لا يعرف التوقف.
أما على المستوى الإنساني، فقد جسّد معنى المحامي صاحب الرسالة، إذ خصص يومًا أسبوعيًا لتقديم الاستشارات القانونية المجانية عبر مكتبه وصفحته الرسمية على موقع فيسبوك، التي يتابعها أكثر من 14 ألف متابع من مختلف أنحاء الجمهورية، في مبادرة إنسانية تهدف إلى نشر الوعي القانوني ومساعدة المواطنين في حل مشكلاتهم دون مقابل.
بجهده وعلمه وإخلاصه، أصبح المستشار محمد عبد الله البدر قدوة حقيقية لجيلٍ جديد من شباب الصعيد، ومثالًا للمحامي الذي يجمع بين العلم والعمل، والنجاح والتواضع، والاحتراف والإنسانية. فقصته ليست مجرد سيرة مهنية، بل هي ملحمة كفاح عنوانها: من قرية ريفا إلى رحاب العدالة المصرية.
