فاطمة نادر.. المهندسة التي أعادت تعريف الجمال في التصميم الداخلي وتحول الجدران إلى لوحات تنطق بالجمال.

في قلب محافظة الدقهلية، وتحديدًا بمدينة المنصورة، تلمع نجمة شابة تُدعى فاطمة نادر، جمعت بين دقة الهندسة وسحر الإبداع، فخلقت لنفسها مسارًا فريدًا في عالم التصميم الداخلي والديكور، جعلها واحدة من أبرز الأسماء الصاعدة في هذا المجال على مستوى دلتا مصر.
حصلت فاطمة نادر على بكالوريوس الهندسة، قسم الهندسة المدنية، لكنها لم تتوقف عند حدود الخرسانة والحديد، بل نظرت إلى المباني نظرة فنية مختلفة، ترى في كل جدار قصة، وفي كل مساحة فرصة لصياغة تجربة معيشية مريحة وجميلة.
منذ تخرجها، اختارت فاطمة أن تسلك طريقًا قد يبدو غريبًا للبعض من خريجي الهندسة المدنية، لكنها أثبتت أن خلفيتها العلمية القوية منحتها تميزًا حقيقيًا في عالم التصميم الداخلي. فقد أتقنت الربط بين الجانب الإنشائي والهندسي الدقيق، وبين الذوق الفني واللمسة الجمالية، وهو ما جعل تصاميمها تجمع بين القوة والجمال، بين الوظيفة والأناقة.
بدأت فاطمة مشوارها في مسقط رأسها، مدينة المنصورة، تلك المدينة التي تشهد تطورًا عمرانيًا متسارعًا، واحتياجًا متزايدًا لحلول تصميم راقية وعصرية. وفي وقت قياسي، أصبحت اسمًا معروفًا لدى العديد من العرائس والمقبلين على تجهيز منازلهم، حيث لُقبت بـ “مهندسة التفاصيل”، لقدرتها الفائقة على تحويل أبسط المساحات إلى لوحات فنية نابضة بالحياة.
تميزت بأسلوبها الخاص في المزج بين الحداثة والكلاسيكية، واستطاعت أن تفهم أذواق عملائها بدقة متناهية، مما مكنها من تصميم ديكورات تتماشى مع الشخصية والاحتياج وليس فقط مع الاتجاهات السائدة. فهي تؤمن أن “الديكور لا يجب أن يكون جميلًا فقط، بل يجب أن يكون معبرًا، وظيفيًا، ومريحًا”.
قامت بالإشراف على عشرات المشاريع السكنية والتجارية، تنوعت بين الشقق، والفلل، والمكاتب، والمعارض. وقد أبدعت في كل مشروع وضع بصمتها الخاصة، وحرصت دائمًا على استخدام خامات محلية ذات جودة عالية، دعمًا للصناعة الوطنية، مع الاهتمام بأدق التفاصيل من الإضاءة، إلى اختيار الألوان، وحتى توزيع الأثاث.
كما حرصت على نقل خبرتها إلى الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنشر باستمرار نصائح تصميم، وأفكار لتنظيم المساحات، وطرق مبتكرة لتجميل المنازل بميزانيات معقولة. وقد تفاعل معها الآلاف من المتابعين الذين وجدوا في أسلوبها البسيط والعلمي مرجعًا موثوقًا لكل من يسعى لتحسين بيته.
لا تتوقف طموحاتها عند حدود المحلية، بل تسعى إلى توسيع نشاطها ليشمل مدنًا أخرى داخل مصر، كما تخطط لإطلاق استوديو تصميم يحمل اسمها، يكون مركزًا متكاملًا للخدمات الهندسية والديكورية، ويحتضن فريقًا من المهندسين والفنانين الشباب.
كما تعمل مع العديد من الدول العربيه مثل قطر والسعوديه وعمان في تحويل التراث المعماري المصري إلى مصدر إلهام عصري في التصميم، وهو مشروع تسعى من خلاله إلى الدمج بين الهوية المصرية والتصميم العالمي، بما يعكس الشخصية المصرية في كل زاوية من زوايا البيت العصري.
بلقاء خاص معها قائلة: “الهندسة علم، لكن الديكور فن ينبض بالحياة. وأنا أعيش كل يوم شغفي، وأسعد لحظة بالنسبة لي عندما أرى البسمة على وجه عميل بعد الانتهاء من مشروعه. التصميم بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل رسالة لزرع الجمال في تفاصيل الحياة”.
فاطمة نادر مثال يُحتذى به في الإبداع، والعمل الجاد، والتوازن بين العلم والفن، وهي اليوم واحدة من الوجوه الواعدة في مجال التصميم الداخلي في مصر، وقصة ملهمة لكل فتاة تسعى لتحقيق ذاتها، مهما كان الطريق مختلفًا أو التحديات كثيرة.